بقلم هاني الترك OAM
كابتن جيمس كوك مكتشف استراليا كان يحب البحر منذ نعومة أظافره،. كان يهرب من سريره في المنزل لينام في الزوارق.. انتشرت شائعة تقول أن أحد الزوارق فيه عفريت.. قرر أصحاب الزوارق أن يحرقوه في الليل.. أخذوا يلقون عليه المشاعل وفوجئوا بأن طفلاً يهرب منه وانطلقوا وراءه.. وكان الطفل هو جيمس كوك.. حاول أن يقنع الناس أن الزورق مسكون حتى يتركونه يسافر إلي الجنوب أي استراليا.
كلفت الجمعية الملكية البريطانيةسنة 1786 جيمس كوك بأن يذهب إلي نصف الكرة الجنوبي أي استراليا في مهمة ملكية.. فهو بحار ممتاز سافر إلى جزر بعيدة واشترك في معارك حربية وفي غاية الدقة.. وعلى دراية عميقة بالفلك ورسم الخرائط البحرية.. له خرائط دقيقة رسمها لشواطيء أميركا الشمالية.
لأول مرة قال له أحد أعضاء الجمعية الملكية التي كلفته بالدوران حول الأرض:
أنت تعرف أكثر من غيرك.. وأن الذين يسألون هم الذين يعرفون .. وان الذين يطلعون هم الذين يكتشفون.. فمُنح سفينة من ملكة بريطانيا وعلي متنها 94 شخصاً من العلماء والبحارة.. وطعام يكفي لمدة سنة ونصف.. ومدافع ثابتة ومتحركة.
كان الهدف من كوك أن يتحقق بعينيه أنه كانت هناك أرض جنوبية متصلة بالقطب الجنوبي وهي قارة استراليا.. ومعناها الأرض الجنوبية كما تقول الأساطير.
واكتشف كوك نيوزيلاندا واتجه إلى الأرض الجنوبية استراليا.. وكان يتوقع أن يرى أرضاً ممتدة بغير نهاية فإذ أنها جزيرة كبيرة ليست متصلة بالقطب الجنوبي.. وأنها قارة خامسة.. فأعلن ملكيتها للتاج البريطاني.. ولم تستوطن إلا بعد ستة عشر عاماً من اكتشافها بقيادة كابتن آرثر فيليب.
أمام إصرار البحارة والرجال الذين معه قرر العودة إلي بريطانيا.. وقبل وصوله إليها قال: لقد كنت أفكر بالزواج عند عودتي ولكنني تذكرت أنني متزوج.. انهالت عليه النياشين والميداليات الذهبية وأصبح أعظم بحار عرفته البحار قبل وصوله إلي بريطانيا.
وفي الرحلة الثالثة اتجه إلي هاواي.. وأثناء الرحلة شعر كوك بضوضاء في مكان ما في السفينة فوجد أن أحد العلماء قد أصيب بنوبة صرع وراح يلقي بالأدوات العلمية في الماء فمنعه بالقوة قائلاً :
هذه الأدوات لم تعد ملكاً لك إنها ملكنا جميعاً.
فقال العالم :
أنا حرٌّ في أدواتي العلمية.
فقال له كوك:
أنت حر في أن تلقي بنفسك في الماء فقط.
وألقى العالم بنفسه في الماء وتركه كوك حتى غرق، ومضت السفينة في طريقها.
وعندما اقترب كوك بسفينته من جزيرة هاواي ركع سكان الجزيرة ثم سجدوا له إذ ظنوا أنه إله.. أمر شيخ الجزيرة بذبح ثلاثة من الشبان والشابات وألقي بأجسادهم في الماء احتفالاً وخوفاً من كوك وسفينته.. أُشعلت النيران وتعالى الدخان والطبول وقد ظنوا أنها الجزيرة العائمة التي تحدثت عنها الأساطير وأيقنوا أن كوك هو الإله.
نزل البحارة من السفينة وقام كوك بتسجيل ما رأى وكتب.. وعندما علم أن ثلاثة من رجاله قد اعتدوا على بنات هاواي راح يضربهم حتى سالت دماؤهم.. وقتها أدرك سكان هاواي أن هؤلاء البيض لهم دماء وأن الضرب يوجعهم فهم يتوجعون ويبكون مثل كل الناس.
حاول واحد من أهل هاواي أن يطلق سهمه على واحد من البحارة فقتله الكابتن كوك.. ولم يكن يعرف انه قتل ابن شيخ القبيلة الوحيد.. وهنا قام شيخ القبيلة بقتل كوك.. وكان ذلك يوم 10 شباط / فبراير سنة 1779.
لم يعرف أهالي هاواي أن هذا الرجل المقتول جيمس كوك هو أعظم مكتشف في كل العصور.. استطاع في سنوات قليلة أن يصلح أخطاء جغرافية قديمة.. وهو أول مكتشف في العالم اعتمد على العلم والملاحظة وقام بأعظم وأطول رحلات في التاريخ.
المرجع: أعجب رحلات في التاريخ من تأليف أنيس منصور.