كلمة رئيس التحرير / انطوان القزي
ماذا يحصل في لبنان؟. حتى العاملات الأجنبيات نزلن الى الشارع يتظاهرن ناقمات على ظروف عملهن واستغلالهن وخضوعهن ليس لنظام العمل في لبنان بل لمزاجية اصحاب العمل!
يبلغ عدد العاملات الأجنبيات في لبنان ١٤٨ ألف إمرأة معظمهن من أثيوبيا ثم من الفليبين وبنغلادش وسيريلانكا ودول أخرى.
تقول احدى الأثيوبيات:» من يحاسب المسؤولين عن اللواتي يرمين أنفسهن من الشرفات ، ومن المسؤول عن العنف والإحتجاز وترحيل العاملات اللواتي ينجبن أطفالاً ؟!.
وتقول عاملة من الكاميرون:» يعاملوننا بسوء هنا في حين أن اللبنانيين في الكاميرون يُعامَلون بشكل جيّد ويحصل بعضهم على الجنسية»؟!.
وتقول عاملة أثيوبية :» تركتُ جامعتي لأنني لم أستطع سداد القسط، وجئتُ لأعمل هنا منذ ٤ سنوات، أعمل بشكل مضاعف، لكن المال الذي أتقاضاه ليس كافياً لأسافر إلى عائلتي».
وثالثة تعرّضت للعنف والإستغلال والضرب والإهانات والحرمان من إجرها وهي اليوم موجودة لدى جمعية «كفى» لأن القانون لا يحميها.
هذه عيّنة مما تعانيه العاملات في لبنان في مشاهد عنصرية يندى لها الجبين مما دعا المنظمات الدولية الى تصنيف لبنان على أنه من الدول الأسوأ في العالم في معاملة العاملات الأجنبيات.
مسكينات عاملات المنازل، يتظاهرن في التوقيت الخطأ لأن السلطات مشغولة في مكان آخر وفي تظاهرات اللبنانيين « ولا وقت للأجانب وتظاهراتهم على أجندا الحكومة الغارقة في بحر مطالب النقابات والمتقاعدين والأساتذة والعمال.
قد تقولون ، لماذا الحديث عن العاملات الأجنبيات اليوم.. إنها لفتة الى العنصرية التي تحكم علاقة معظم اللبنانيين بالخادمات.
نعم نحن عنصريون رغم الجوع والوجع والمعاناة.. عنصريون الى حدّ ان العالم كلّه بات يعرف هذه الحقيقة.. للأسف.