صدر كتاب وثائقي للمؤرخ الدكتور رؤوف ابو جابر وهو الحاصل على الدكتوراه من جامعة اكسفورد عام 1987.. وكان عميداً للسلك القنصلي الفخري وقنصلاً فخرياً لهولندا في الاردن بين الاعوام 1960 – 1995.. و هو حائز على اربعة اوسمة من الدرجة الاولى وله عدة كتب بالعربية وثلاثة كتب بالانكليزية.. يحمل كتابه الحالي عنوان : «آل الفاهوم والسجل الفاهومي « بين الاعوام 1719 و2014 .. منذ احتلال العثماني الدول العربية عام 1518 .
ويقول المؤرخ ابو جابر القول المأثور : «اذا اخلص الانسان فهو اخلص لمجتمعه واذا اخلص الى عائلة اخرى لا ينتمي اليها وانصفها هو اخلص لمجتمعه وانسانيته».
ويذكر الدكتور ابو جابر ان اصعب الفترات الزمنية على فلسطين هي فترة الثورة بين الاعوام 1936 – 1939 حيث كان الفلسطينيون يعانون من الاستعمار البريطاني ولحركة الاستيطان الصهيوني .. والرجعية العربية والفلسطينية التي احبطت الثورة.. ويذكر الكتاب الفترة الصعبة التي مرت على عائلة الفاهوم كجزء لا يتجزأ من الشعب العربي الفلسطيني.. فكانت نكبة فلسطين عام 1948.. حيث انشطرت العائلات هرباً من البطش الصهيوني.
وبعد احتلال فلسطين كثرت الاشتباكات مع اعضاء العصابات الصهيونية التي ارتكبت المذابح بهدف اشاعة الخوف وترحيل اكبر عدد ممكن من الفلسطينيين.. فقد ورث المحتل سياسة «فرّق تسد» من الاستعمارين التركي والبريطاني .. وتلك السياسة ما زالت متبعة مثل محاولة تجنيد العرب المسيحيين بعد الدروز.
فإن عائلة الفاهوم من العائلات القيادية في مدينة الناصرة وحدثت في تلك الفترة تحولات ديمغرافية في مدينة الناصرة حيث تضاعف عدد سكانها الى اكثر من طبقتين واصبح مسيحيوها يشكلون الثلث بعد ان كانوا يشكلون الثلثين اذ ان معظم اللاجئين الى المدينة كانوا من المسلمين.
يقول وليد ابراهيم الفاهوم:
«مع مرور الزمن اصبحنا كلنا لاجئين في وطننا ومواطنين من الدرجة الثانية مسيحيين ومسلمين ولكن ما دام الحال من المحال . فقال بن غوريون مقولته: «ان الآباء يموتون والأبناء ينسون»..ولكن لن تتحقّق مقولة بن غوريون .
ولكن المؤرخ ابو جابر خصّص الفصل الاول من الكتاب لمدينة الناصرة منذ عام 1733 .. وعبر الفصول الباقية ذكر في احداثها سيَر شخصيات آل الفاهوم والسجل الفاهومي مدعومة بصور من الوثائق الاصلية.
وبعد النكبة اصبحت فلسطين مقسمة الى ثلاثة اقسام مهما القسم المحتل الذي احتلت فيه اسرائيل على 78 في المئة من كامل الاراضي الفلسطينية مع ان اليهود كانوا يشكّلون ثلث السكان فقط ويملكون 5،6 من مساحة فلسطين .. وثانيها الثلث الشرقي من فلسطين الذي اصبح يُعرف بالضفة الغربية.. والجزء الجنوبي من البلاد وهو قطاع غزة.
ونتيجة تلك الاحداث ظهرت منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة احمد الشقيري في تاريخ 1964على اساس ميثاق قومي صادر عن المجلس الوطني الفلسطيني .. فعقد جلسته الاولى في فندق الكونتيننتال في القدس ..
ويقول المؤرخ ابو جابر ان ابناء عائلة الفاهوم يقدمون الخدمات لفلسطين واهلها والحلم العربي في التحرّر والوحدة .. لأن العائلة ابنة الشعب الفلسطيني التي قدمت الخدمات منذ اكثر من 350 عاماً ..
ويهدف المؤلف الدكتور ابو جابر في كتابه عن اهل الناصرة تكريماً لعنفوانهم واعترافاً بصمودهم على ارضهم خلال 300 عام.
وكما قال الاخطل الصغير (بشارة الخوري) عام 1942 :
«فلسطين يا حلم الانبياء
مجنّحة بالرؤى الساحرة
هناك على شرفات النجوم
ارى مكة تلثم الناصرة».