كلمة رئيس التحرير / انطوان القزي
يوم كانت حكومة اسرائيل تقرّ انشاء آلاف الوحدات الجديدة في مستوطنات الضفة الغربية، كان الاعلام العربي ينتقد زيارة ميلانيا ترامب الى الاهرام في مصر لأنها كانت تعتمر خوذة استعماري تشبه تلك التي كان يعتمرها جنود الاستعمار، وبدل ان يتحدّث هذا الاعلام عمّا قالته ميلانيا في مؤتمرها الصحافي راح يرجمها بسهام الانتقاد ونسي ما قالته عن حقوق المرأة وضرورة مساواتها بالرجل في المجتمع وتغاضى عمّا قالته عن ضرورة اصلاحات ضرورية في المجتمع الشرقي.
وحين شكل عدد من رجال الأعمال الايرانيين لجنة لجمع التبرعات بعد الزلزال الذي ضرب منطقة كرامشاه منذ اسابيع بقوة 7،1، بسبب الاهمال الحكومي للمتضرّرين، رأينا حكومة طهران تستدعي هؤلاء وتفتح تحقيقاً حول مصادر المال الذي جمعه هؤلاء لمساعدة المتضرّرين.
وحين كانت التظاهرات اليومية تملأ شوارع بيروت والفيضانات تحدث الاضرار في مناطق لبنانية، اشتدّت حماوة الخطابات السياسية بشكل غير مسبوق والبلاد بلا حكومة ولا يوجد مسؤول على السمع يلتجئ اليه المواطنون.
وحين كان العراقيون يتظاهرون في البصرة بسبب الجوع وانقطاع الكهرباء وتلوّث المياه، كان المسؤولون العراقيون الفائزون في الانتخابات النيابية الأخيرة يحملون الآلات الحاسبة لتعداد الحصص الوزارية والمغانم.
هذه هي المجتمعات الشرقية التي تتغنّى انظمتها بالنفط والمال هنا وقتل مواطنيها هناك.
الناس في هذه البلدان رغم جوعهم ومعاناتهم لا يرون إلا السياط على ظهورهم ومراكز الاعتقال بانتظارهم.
ويقولون لماذا تنتقدون دائماً انظمة الشرق الاوسط؟!