بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي
بعدما كان القس الأميركي اندرو برانسون جاسوساً وعميلاً وبعدما قضت محكمة الجنايات في تركيا عليه بالسجن ثلاث سنوات وشهراَ، أصبح فجأةً بريئاً، حسن السلوك، لا غبار عليه، حيث غيّر الشهود إفاداتهم بسحر ساحر فتغّير مسارُ القضاء وأصبح الجاني بريئاً وباتت العلاقات الأميركية التركية “صافي يا لبن” .
هذا نموذج عن تحكم الكبار في مسار الأمور، يحوّلون الجناية إلى براءة والعكس هو الصحيح، لماذا، لأن أردوغان يحتاج إلى ترامب فارتفعت الليرة التركية بعد الإنهيار المريع الذي أصابها وفقدت 160 بالمئة من قيمتها، ولأن ترامب أيضاً يحتاج إلى أردوغان لأنه على أبواب انتخابات نصفية للكونغرس ولأن شعبيته ارتفعت بشكل واضح فور إطلاق القس برانسون.
ولأن المال دائماً يتحكم بعلاقات الأميركيين بالعالم فقد أغدقوا على زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون فتحول بين ليلة وضحاها من مجرم وديكتاتور إلى رجل لطيف كما وصفه ترامب بعد لقائهما في سينغافورة.
ولأن المال يحلّ كل المشاكل ويجلب التأييد لمواقف واشنطن، نرى أن أكثر من دولة عربية تقف إلى جانب سياسات البيت الأبيض خشية أن يسحب يده من فمها وليست مصر والأردن سوى أسطع دليل على ذلك.
أردوغان اشترى الليرة، وترامب اشترى التأييد الشعبي وهو استقبل امس الاول الاحد القس برانسون في البيت الأبيض الذي صلّى له على رأسه ( الصورة).. وسبحان الذي يغيّر ولا يتغيّر!.