بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي

كنت انتظر ان اقرأ خبراً عن استدعاء جامعة الدول العربية للمناضلة الفلسطينية عهد التميمي لتكريمها على ما عانته من السجن والاهانات على يد الجيش الاسرائيلي.

وكنت انتظر رسالة من رئيس لجنة القدس الى هذه الفتاة الفلسطينية التي غزت قلوب الاوروبيين اكثر من قلوب العرب.

لم اكن اتوقع خبراً يقول ان نادي ريال مدريد الاسباني  كرّم التميمي والبسها قميصه والتقط لاعبوه صوراً معها، صوراً يفتخرون بها.

ولم اكن اتوقع ان اسبانيا دعت التميمي وعائلتها للمشاركة في نشاطات اجتماعية وسياسية في مدنها.

صحيح ان الانتقادات الحادة انهالت على فريق الريال من السفير الاسرائيلي في مدريد ومن مسؤولي الخارجية الاسرائيلية، والصحيح ايضاً ان الاسبان الذين ننعتهم بالمستعمرين السابقين ما زالوا يحملون لواء حقوق الانسان اكثر منّا.

مَن يلفت نظر الزعماء العرب الى ما يحصل في فلسطين مع رفاق ورفيقات عهد التميمي وكل وسائل الاعلام العربية او معظمها مشتراة من انظمة باتت قضية فلسطين «اخر همّها» وتتسابق على خطب ودّ نتنياهو وحزبه؟!

هل يمكن ان تنشر صحيفة «ماركا» الاسبانية صورة التميمي على صفحتها الاولى وصحف العرب بعضهم غاب عن الخبر وبعضهم وضعه خبراً صغيراً في الصفحات الداخلية.

تحية للاعبي ريال مدريد لأنهم بأقدامهم صنعوا مجداً تخلّف كثيرون عنه بأموالهم وسلطانهم.

ما عاد السكوت جائزاً، فقد بلغ السيل الزبى والنعامة التي تدفن رأسها تحت الرمال العربية مكشوف امرها ومفضوح سترها.