لا تزال أستراليا تنتظر ظهور موهبة بارزة في التنس، بين سكانها الأصليين، لتستعيد أمجاد الماضي، بعد مرور ما يقرب من نصف قرن، على فوز إيفون جولاغونغ-كولي، بأول لقب تحققه لاعبة من سكان أستراليا الأصليين، في البطولات الأربع الكبرى، بعدما توجت بفرنسا المفتوحة، في عام 1971.

وبرز رياضيون من السكان الأصليين، وتألقوا في دوري الرغبي، ودوري كرة القدم الأسترالية.

وتحتل آشلي بارتي المركز 16 في التصنيف العالمي، وهي الوحيدة من السكان الأصليين، ضمن قائمة أفضل 200 لاعبة في العالم.

واستعصت بطولات رابطة اللاعبين المحترفين، لفترة طويلة على السكان الأصليين، إذ أخفق لاعبو التنس الواعدون في ترك بصمة.

ويعتبر إيان جولاغونغ، الشقيق الأصغر لجولاغونغ كولي، اللاعب الوحيد من السكان الأصليين، الذي لعب في ويمبلدون، بعد أن شارك في مباراة زوجي مختلط، عام 1982، مع شقيقته الفائزة بسبعة ألقاب من البطولات الأربع الكبرى.

وليس لدى جولاغونغ-كولي، التي ترعى مؤسستها بشكل كبير مواهب التنس بين السكان المحليين، أي أوهام بشأن تحدي إعداد أبطال من السكان الأصليين، البالغ عددهم 650 ألف نسمة.

ويعني نقص البنية التحتية لرياضة التنس، وخاصة في المناطق النائية، أن أول أداة رياضية يمسك بها أطفال السكان الأصليين، هي كرة بيضاوية، وليس المضرب.

وقالت جولاغونغ-كولي “كل ما تحتاجه هو كرة تركلها”.

وتعتقد جولاغونغ-كولي رغم ذلك، أن التنس يمكن أن يجني ثمار استثمارات في برامج متخصصة، جرت على مدار سنوات.

وقالت “كلما زاد عدد الأطفال الممارسين للعبة، زادت فرصتنا في العثور على بطل.. الآن لدينا فرصة أفضل، لأن التنس في أستراليا يوفر لهم المزيد من المسارات”.

وتشق مجموعة من الشبان من السكان الأصليين طريقها، إلى بطولات الاتحاد الدولي للتنس، بما في ذلك الشقيقان كوري وكريستال كلارك، من ولاية نيو ساوث ويلز الشمالية.

* مهرجان التنس

وتأمل رياضة التنس أن تحصل على قوة دفع إضافية، من انطلاق المهرجان الأول للسكان الأصليين في داروين، في سبتمبر أيلول المقبل، والذي سيضم 180 من أفضل لاعبي التنس، من كل ولاية ومنطقة، وذلك لأول مرة.

ولا يزال السكان الأصليون في أستراليا، يعانون من نسب انتحار مرتفعة، كما أنهم يقبعون في ذيل معظم المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية.

وذكر تقرير حكومي حديث، أن المجتمع أخفق في تلبية أكثر من نصف الأهداف، الرامية إلى سد الفجوة بين السكان الأصليين، وباقي سكان استراليا، لكن جولاجونج-كولي تعتقد أن التنس يحرز تقدما.

وأضافت “عندما بدأت، كنت أنا الوحيدة من بين السكان الأصليين، التي شاركت في بطولات.. إذا عدت أكثر للوراء، فإن السكان الأصليين لم يكن مسموحا لهم بدخول الأندية، لكن هذه الأمور تغيرت بمرور الوقت”.

وأوضحت جولاغونغ-كولي، التي نشأت مع سبعة أشقاء في باريلان، في نيو ساوث ويلز، أن كل ما حققته من شهرة وانتصارات، ربما كانت فقدته، لولا دعم سكان بلدتها الصغيرة.

وقالت “لم نكن قادرين على شراء أي شيء، لكن سكان بلدتي منحوني كل شيء، لذلك أريد أن أرد لهم الجميل، وأن أقدم لهم ما سبق أن فعلوه معي”.