كلمة رئيس التحرير / انطوان القزي
في مثل هذا الأسبوع ، وفي الثاني من آب/ أغسطس سنة 1990 غزا صدّام الكويت ، و تُعد هذه الذكرى واحدة من أبرز أحداث القرن العشرين الماضي، التي ما زالت آثارها واضحة لدى العديد من الكويتيين الذين فقدوا أبناءهم وأقاربهم في هذه الحرب، التي انتهت بتدخل عسكري دولي تمّ على إثره تحرير الكويت في 26 شباط/ فبراير 1991.
الموضوع اليوم ليس استذكار هذا الغزو ، بل هو التساؤل حول ما سمعناه من بعض الأصوات التي رافقت تظاهرات الجنوب العراقي في الأيام الأخيرة ، هذه الأصوات التي نزلت الى الشوارع تريد اللقمة والماء والكهرباء .. وعجَباً ما زالت عينُها على الكويت امتداداً للأطماع السابقة. ولا بد هنا من التوقّف عند ما قدمته الكويت الى العراق منذ تحريرها حتى اليوم والذي تجاوز النصف مليار دولار لدعم قطاعات الإعمار والصحة والمدارس.
ولم يغب أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عن المشهد العراقي الملتهب، معلناً استعداده خلال اتصال مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، لتقديم الدعم الممكن ليتجاوز البلد الجار ما يمر به من ظروف، لتحقيق كل ما فيه خير ومصلحة للشعب العراقي المنتفض.
فهل يريد بعض العراقيين من الكويت ولاية عراقية تجتاحها الحروب والصراعات الطائفية والمذهبية والفساد المستشري؟
وهل يغيظهم أن تكون هذه الإمارة بلداَ مستقلاً يسعى الى النمو والتطوّر ويرفدهم بكل أنواع المساعدات؟!
يبدو أنه في ظلّ انقطاع الكهرباء في العراق ، لا يرى بعض الأخوة فيه أن هذة الإمارة التي يعتبرونها “إقليماً عراقياً” أتت بما لم يأتِ به أي قطرٍ عربي آخر.
فهي كانت أولاً خزان الثروة الفلسطينية بامتياز، وهي بنت ثانياً عشرات القرى والبلدات اللبنانية بعد حرب تموز ولا تزال تدعم المؤسسات التربوية والاجتماعية والخيرية في لبنان، وأخيراً وليس آخراً هي التي أرسلت الاسبوع الماضي ناقلة نفط وصهاريج و18 مولّداً كهربائياً لإعادة ما أمكن من الضوء الى جنوب العراق، وهي التي عملت وتعمل على تدوير الزوايا في خلافات الأخوة الخليجيين، ولا ننسى كم تحتضن من العمال العرب الذين يرفدون أوطانهم بملايين الدولارات سنوياً.. فهل يضير بعض الأخوة العراقيين أن يكون الى جانبهم كوكبٌ مضيء أم أنهم يريدونه ولاية تشاركهم معاناة الفقر والظلمة.. والتظاهرات؟! .