بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي
قال الإمام علي:” لو كان الفقر رجلاً لقتلته”.
يقول المثل الهولندي:”الجوع سيف حاد”.
ويقول المثل الروسي :” الخبز هو أب والمياه هي أم”.
وقيل أيضاً:” الجوع كافر”. لكن الجوع رغم مرارته وقساوته قد يكون عادلاً ، فهو على الأقل يوحّد المتخاصمين ويجعلهم جميعاً يستقلّون قطاره الطويل المتمثّل بالتظاهرات على أنواعها في لبنان منذ أكثر من سنة حتى اليوم حيث ألغت هذه التظاهرات الحدود الفاصلة بين ما كان يُسمّى ٨ و١٤ آذار.
وفِي العراق حيث التظاهرات تجتاح مدن الجنوب من بغداد الى النجف وكربلاء وصولاً الى البصرة، وكأن العراقيين بعدما حرروا الموصل من “داعش” وبعدما اطمأنوا الى أن كردستان لن تنفصل ، وبعدما انتهوا من معارك نتائج الإنتخابات النيابية، استفاقوا على جوعهم وعلى حرمانهم و نقص الخدمات لديهم .. وإذا بالجوع يوحّد الأطياف السياسية المختلفة التي باتت تسير باتجاه واحد بعدما كانت تتوزّع الإتجاهات.
الترف السياسي يفرّق العرب والحاجة تجمعهم وهذه الخبرة اكتسبها سياسيو العالم الثالث الذين يحترفون سياسة اللعب على التناقضات وتغذية العصبيات ويجيدون الاصطفافات المتناقضة ويدركون ان شعوبهم تسكرها مواسم النكايات السياسية وتنسيها جوعها.
بين بيروت وبغداد تظاهرات واعتصامات واحتجاجات، وبينهما سياسيون يرفضون النزول الى ساحات الناس.
بين بيروت وبغداد تاريخ من الإبداع ، من الحبر والورق يدوسه اليوم جهلةٌ يظنون انهم يفهمون ، وهنا تكمن مأساة الشرق بزعمائه!.