زهير السباعي

من درعا الأبية انطلقت الشرارة الأولى لثورة الكرامة والحرية مما جعلها تحمل لقب مهد الثورة السورية عن جدارة، استبسل أهلها واستطاعوا تحرير معظم المناطق في درعا وريفها واخضاعها لسيطرة الجيش الحر، تفاعل الشعب السوري في كافة المحافظات السورية بجميع طوائفه وقومياته مع أهل درعا رافعاً شعار يا درعا حنا معاكي للموت، فكانت مدينة حمص أول من لبى النداء فوصفت بعاصمة الثورة لما قدمت من تضحيات، اليوم وبعد أن نجح العدو الروسي في تأليب الحاضنة الشعبية على الثوار في كل من حمص وحلب والغوطة عن طريق الضفادع والعملاء والخونة جاء دور الانتقام من درعا وأهلها لدورهم القيادي في إشعال ثورة الكرامة والحرية، سوف يعمل المحتل الروسي والايراني والنظام على إبادة أهل درعا كما فعل النظام مع أهل حلب وحماة في ثمانينات القرن الماضي لتلقين أهل درعا درساً لن ينسوه في حال سولت لهم أنفسهم القيام بثورة تدعو لاسقاط النظام والاطاحة به، ولإكمال مسلسل القتل والتدمير والتهجير استخدم المندوب الروسي الفيتو رقم 13 محطماً الرقم القياسي ليدخل كتاب فينيس معطلاً بذلك قراراً اممياً في مجلس كركوز عواظ يدعو الى وقف سفك الدماء وتجنيب المدينة الدمار عبر التفاوض مع الثوار لإيجاد حل  يضمن عدم التعرض للمدنيين وممتلكاتهم ويضمن حقهم في الحياة، لقد أثبت المجتمع الدولي مدى نفاقه وتواطئه مع المحتل الروسي الذي تكرر على مدى السبع سنوات الماضية من عمر الثورة السورية، لقد أشبعنا هذا المجتمع المنافق وعلى رأسه الشيطان الاكبر والأصغر بالوعود المعسولة والتصريحات العنترية والحماسية والاوصاف التي خرجت عن المسار الدبلوماسي التي أطلقها ترامب بحق رأس النظام السوري، كان الهدف منها الاستهلاك المحلي والدولي، فأي قضية تخص العالم النائم او الثالث تذهب الى مجلس كركوز عواظ يكون مصيرها بيد إحدى الدول الخمس المسيطرة والمهيمنة على هذا المجلس من خلال حق الفيتو، على مدار أكثر من نصف قرن لم يستطع هذا المجلس حل أية قضية ولم يعطِ                                                                                                                                                            فرصة لتطوير نفسه ليتلاءم مع التطورات الحاصلة في العالم، مازال مصير العالم واقعاً بين شفتي أحد الاعضاء الدائمين الذين يوجهو الاتهامات واللوم لبعضهم البعض امام الكاميرا وفي السر تطبع القبلات والمعانقات والمصافحة، وقد شاهدنا مندوبة امريكا من اصول هندية كيف توجهت وبخطى مسرعة نحو المندوب الروسي بعد استخدامه للفيتو وطبعت قبلة هندية على خده وصافحته بحرارة قائلة له استمرو فإننا معكم، غرفة الموك في الجنوب شجعت ودعمت المقاومة وعندما حانت ساعة الصفر سحبو ايديهم قائلين للثوار إقلعو شوككم بأيديكم او اقبلو بالشروط الروسية؟ تركوا الثوار يواجهون ألة القتل والدمار الروسية والايرانية والنظام بمفردهم، لقد كان مسار أستانة الذي نسف مسار جنيف الأممي كان بموافقة ضمنية من امريكا ودي ميستورا حيث تم الضحك على السوريين بإتفاقيات سميت زوراَ وبهتاناً بمناطق خفض التصعيد التي كانت عبارة عن مخطط روسي إيراني أممي خبيث للتخلص من المناطق الثائرة كلاً على حدة وإعادتها الى حضن النظام وانهاء الثورة السورية، نجح المخطط في تأليب الحاضنة الشعبية عن طريق اصحاب النفوس الضعيفة والضفادع والعملاء الذين تخرجو من مدارس النظام المليئة بالفاسدين وضعاف النفوس وبائعي الذمم والانبطاحيين والخونة فليس غريباَ على هؤلاء العودة الى طباعهم التي تربوا وترعرعوا عليها على مدى نصف قرن من الزمن

أخيراً أهل حوران قدموا كل مايملكون فقد قدمو الآلاف من قوافل الشهداء وقاومو لأخر لحظة لكنهم لم يعد بإستطاعتهم الوقوف في وجه جحافل جيوش القتل والدمار والتشريد لأكثر من ذلك، تحية حب ووفاء إلى كل أبطال حوران وثوار سورية الشرفاء والمخلصين وليعلم الجميع بأن المشوار لم ينتهِ وبأن الثورة السورية مستمرة حتى تحقق مبادئها واهدافها ولنتذكر قول الشاعر التونسي أبي القاسم الشابي

إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر

ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر