بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي
مرغماً يذهب اللبناني للبحث عن ساحة تبعده عن مآسيه المعيشية والسياسية، ومرغماً يحاول التفتيش عن ضوء نفسي في ظل غياب ضوء الكهرباء.
هذا اللبناني الذي هرب من جوع بلاده ليقتله السارقون في افريقيا والذي ابتعد عن حروب شعبه ليقتله حادث سيارة في كندا او اميركا او استراليا.
وفي الداخل جاء المونديال كقطرة ماء في صحراء جافة يعيشها لبنان على كل المستويات، فنصبوا الشاشات الكبيرة وزادوا الكراسي في المقاهي واستعدوا لحلم ينتظرونه مرّة كل اربع سنوات، وهذه المرّة انتظروه بحماسة اكثر لأن المأساة في بلادنا باتت تكبر وتكبر ككرة الثلج.
كنا ننتظر المواكب السيارة لأنصار كل فريق فائز في ظل غياب اعلام دول المونديال التي منعها محافظ بيروت وحسناً فعل، كنا ننتظر الزمامير والصيحات التي تُخرج شوارع لبنان من ظلمتها.. كنا ننتظر ان نتعرّف مثل مشجعي الفرق المتبارية الذين يجلسون جنباً الى جنب على ادراج الملايين في روسيا دون ضربة كف..
لكننا ما انتظرنا سكيناً «المانية» في صدر ضحية «برازيلية» في بيروت، لماذا، لأن شهيد المونديال مثله مثل غيره، استأذن الوطن لمدة شهر في رحلة البحث عن الفرح وفي محاولة لاستعادة البسمة عبر ملاحقة الكرة على الشاشة. ولم يكن محمد زهر يدرك انه سيكون شهيد الحلم الرياضي ، وكأنه لا يكفينا من شهداء سقطوا ويسقطون في كل اطراف الوطن، حتى تخرق السكين هذه المرّة صدراً حاول ان يفتح رئتيه للبسمة.
شهيد المونديال.. رحمك الله.