أتاح رفع الولايات المتحدة حمايتها عن فصائل الجنوب السوري، للنظام وحلفائه الروس تكثيف قصف المنطقة لإنجاز تسوية على غرار تلك التي أُبرمت في مدن جنوب دمشق وبلداته. وفيما شدد الأردن على رفض “تدفق جديد للنازحين عبر حدوده”، أعلنت تل أبيب إطلاق النار على طائرة مسيرة (درون) اقتربت من الحدود مع الجولان المحتل، من دون أن تصيبها.
ووفق مصادر في “الجيش السوري الحر”، فإن مفوضاً أميركياً سلّم ممثلين عن فصائل الجنوب رسالة حضتهم على “ألا يسندوا قرارهم إلى افتراض أو توقع تدخل عسكري” أميركي. وجاء في الرسالة: “نحن في حكومة الولايات المتحدة، نتفهم الظروف الصعبة التي تواجهونها الآن، ولا نزال ننصح الروس والنظام بعدم القيام بأي عمل عسكري يخرق منطقة تخفيف التوتر”. وأضافت: “نتفهم أنكم يجب أن تتخذوا قراركم على أساس تقديركم لمصالحكم كما ترونها، وينبغي ألا تسندوا قراركم على افتراض أو توقع بتدخل عسكري من قبلنا”.
وتلقفت روسيا الرسالة الأميركية وقصفت، للمرة الأولى منذ دخول الجنوب السوري ضمن اتفاق مناطق “خفض التصعيد” قبل نحو عام، ريف درعا الشرقي الذي تتركز فيه محاولات النظام للتقدم. وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” إن النظام واصل غاراته باستخدام البراميل المتفجرة بالتزامن مع قصف مدفعي، مشيراً إلى مقتل 33 مدنياً، بينهم أطفال، إضافة إلى أكثر من 15 مسلحاً من الفصائل.
في المقابل، أكدت فصائل “الجيش السوري الحر” تمسكها بقتال النظام، وقالت في بيان: “لا نستسلم لهذه الطغمة المجرمة، فالموت أرحم من العودة إلى حياة ملؤها الذل”. وتحدثت المعارضة المسلحة عن “خسائر بشرية ومادية كبيرة منيت بها القوات النظامية في ريف درعا”، فيما أكد “المرصد” مقتل 13 من عناصر النظام والميليشيات الموالية له.
وأكد الناطق باسم غرفة عمليات الجنوب المركزية رائد الراضي، إن مواجهات تدور على كل خطوط الجبهات في ريف درعا الشرقي. واعتبر رئيس وفد المعارضة السابق العميد أسعد الزعبي أن دخول الطيران الروسي لدعم النظام في معركة الجنوب، “دليل واضح على اتفاقات دوليّة”.
وفي الأردن، شعر سكان القرى الحدودية الشمالية بارتداد الانفجارات من الجنوب السوري، واستنفر الأردن الرسمي للتعليق على التطورات الميدانية، مؤكداً رفضه استقبال أي أعداد إضافية من اللاجئين.
وأكدت مصادر أردنية رسمية أن عمان تراقب بحذر التطورات على الجانب السوري، وسترفض تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين، وستقف بصلابة في وجه أي تدفق بشري خوفاً من تسلل جماعات ارهابية بين الهاربين من الفوضى في المناطق الحدودية، فيما تحدثت مصادر أمنية عن رقابة عسكرية مشددة على الحدود على اعتبار أنها منطقة عسكرية مغلقة.