على رغم الطابع الاقتصادي الذي يخيّم على اجواء محادثات المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل والوفد المرافق، في زيارتها لبيروت غداً الخميس ، إلا أن المؤكد أن أزمة سوريا وتداعياتها على لبنان ستكون في صلب محادثاتها التي تتناول آفاق المرحلة المقبلة، ورؤية بلادها في شأن الملف السوري وهي أن الحل السياسي بعيد جداً، في لقائها الرئيس ميشال عون بعد غد الجمعة، ثم رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعد أن تكون اجتمعت مساء غد الخميس برئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الذي يقيم على شرفها عشاء تكريميا.
ونقلت “المركزية” عن مصدر ديبلوماسي لبناني أن الزيارة التي يرافقها فيها رجال أعمال ألمان يجتمعون بنظرائهم في السرايا، حول غداء يقيمه الحريري الجمعة، “تحمل رسالة اقتصادية – سياسية بدعم لبنان وكل ما يحفظ وحدته واستقراره، في ظل العبء الملقى على عاتقه من جراء استضافته أعداداً كبيرة من النازحين، الامر الذي لا يمكن أن تتحمله اكثر الدول ازدهارا”، لكنه لفت الى أنه “رغم ذلك، تبقى المقاربة الالمانية لأزمة النزوح مختلفة عما ينادي به لبنان”.
وبحسب ما علمت الوكالة نفسها، فإن وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، في حال وجوده في لبنان سيشارك في المحادثات، في حضور السفير الألماني مارتن هوث الذي أثار تصريحه الاخير بأن “المجتمع الدولي مستاء من الاتهامات الكاذبة المتكررة له بأنه يعمل لتوطين النازحين في لبنان”، استياء رسميا. ومن المتوقع أن يشكل اللقاء مناسبة للتعبير عن العتب اللبناني إزاء هذا الكلام الذي ولّد صدمة لدى الديبلوماسيين اللبنانيين لدى تلقّيهم مضمون هذا الكلام، فيما لم يصدر موقف من الوزير باسيل الذي كان في جنيف يبحث مع المفوض السامي للاجئين فيليبو غراندي تفصيلاً في هذه المسألة.
ونسبت الى مصادر مطلعة أنه فيما أثار الخبر الذي نقلته وكالة “رويترز” عن السفير هوث استنكار عدد من الديبلوماسيين الكبار الذين كانوا في عداد الوفد الى جنيف، لم يسجل أي رد فعل فوري من باسيل الذي من المنتظر أن يحرص على توضيح الموقف اللبناني القلق لميركل، بعدما توقفت المساعي الآيلة الى تقاسم أعداد النازحين، وبعدما عمدت دول الى طرد قسم من اللاجئين السوريين واقفال الحدود بوجههم في اوروبا.