بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي
حمل عراقيو الاغتراب آمالهم وافراحهم وتوجّهوا الى صناديق الاقتراع في كل انحاء العالم. واقاموا ما يشبه الأعراس في المدن والمناطق التي يقيمون فيها، ومارسوا الديموقراطية بملء الرئتين وتنشقوا الحرية كما ليس من قبل، وتصافحوا على مداخل مراكز الاقتراع بالابتسامات وليس بالتهديد والمسدسات.
هذا العرس العراقي في بلاد الاغتراب لم يمضِ على خير، فما كادت الفرحة تصل الى القرعة، حتى جاء خبر يقول : «مفوضية الانتخابات العراقية تلغي انتخابات الخارج؟!» وتحوّل العرس الى مأتم وغطى الحزن الوجوه وتقطبّت الجباه…
معقول ان ترصد المفوضية مئات ملايين الدولارات لانتخابات الخارج «النزيهة» ثم تلغيها، لتبقي على انتخابات الداخل «المشكوك في امرها».
هذا درس للمهاجر العربي، الذي يرضونه بإسقاط ورقة في صندوق انتخابي في كل اصقاع الارض ويقولون له انت مشارك في القرار، ثم بشطحة قلم يقضون على حلمه وآماله.
العراقيون الذين تحملوا امواج المحيطات والانواء والغرق والمراكب المخلّعة، ليصلوا الى برّ الأمان وليعودوا ينذروا عطاءاتهم للعراق الجديد، العراق الذي يحبّون، لا يستأهلون هذه المعاملة «المخيبة» من حكّام وطنهم .
مَن يوصل بعض العراقيين اليوم الى الترحّم على الماضي ولماذا؟!