لدينا الولاء لسيادة المطران طربيه واولوياتنا دعم المؤسسات التي تعنى بأمراض السرطان والقلب

مضت سنة تقريباً على تسجيل التجمّع الماروني الاسترالي الذي تمكّن خلال هذه المدة من اكتساب ثقة الموارنة واتخاذ موقع ناشط في الجالية وعلى صعيد الدوائر الحكومية.

منذ نيسان 2016 حاول التجمع وعمل جاهداً على خدمة المجتمع اللبناني الاسترالي بشكل عام والماروني بشكل خاص.

مجموعة من الاعضاء، حوالي 30 بالاضافة الى عائلاتهم تمكنوا خلال اشهر قليلة من خلق صلة وصل متينة فيما بينهم ومع الجالية، كما قاموا بالتواصل مع الدوائر الحكومية لطرح وجهة نظرهم بأمور حيوية.

ويهدف التجمع الماروني الاسترالي الى التعاون والتنسيق مع كامل المؤسسات والروابط المارونية واللبنانية في استراليا  ولبنان والانتشار، ايماناً من الاعضاء بشمولية القضايا والمشاركة في الهموم الايمانية والوطنية.

ويسعى التجمع الماروني الاسترالي الى تدعيم الوجود الماروني في استراليا، وهو اصلاً وجود تاريخي واصيل وفاعل في استراليا، لكن نظراً الى سرعة وتفاعل الاحداث، لا بد ان يبقى الانسان ناشطاً ومؤثراً وله رأي يعكس ايمانه وتقاليده وثوابته العقائدية في مختلف القضايا. لذا يرى التجمع اهمية قصوى في تدعيم العلاقات مع الحكومات والدوائر الرسمية والاحزاب ورجالات السياسة.

ويعتبر التجمع ان مؤسسته هي جزء مكمل للروابط والجمعيات المارونية، وهو على استعداد للتعاون مع الجميع من اجل رفع الشأن الماروني، ويكن كل الاحترام ولديه كل الولاء لسيادة المطران انطوان شربل طربيه، راعي الابرشية المارونية في استراليا،

وانطلاقاً من مبدأ الولاء لاستراليا والوفاء للوطن الأم، يعتبر التجمع الماروني انه من الواجب الحفاظ على الجذور والتواصل دائماً مع الوطن الام والاهتمام بالقضايا الوطنية ومجرى الاحداث في لبنان . وكما ان استراليا هي اولوية لنا ولعائلاتنا، كذلك لبنان هو ايضاً اولوية لجميع اللبنانيين عامة وللموارنة خاصة. من هنا اهتمام التجمع الماروني  بضرورة تدعيم الوجود المسيحي في لبنان والشرق الاوسط والتأثير على الحكومة الاسترالية لتدعيم هذا الوجود والحفاظ عليه.

على المستوى الاجتماعي الانساني، يعتبر التجمع الماروني ان المحبة المتبادلة بين الاعضاء والتجمع والمجتمع ككل هي من الثوابت التي تترجم بأعمال الخير التي لا حدود لها.

وتترجم هذه القناعات من خلال تبرعات يقدمها التجمع لمؤسسات معالجة امراض السرطان والقلب في استراليا ولبنان وتوفير الدعم المعنوي للعائلات وخلق حالة من التواصل الاجتماعي بين الاعضاء وعائلاتهم من ناحية، والتجمع والمجتمع الاوسع بشكل عام.

وبالمناسبة التقينا رئيس التجمع،  غسان عويط وامين عام التجمع الاستاذ ريمون ابي عراج وطرحنا عليهما الاسئلة التالية:

 من المعروف انكما من قدامى ومؤسسي الرابطة المارونية فلماذا انشأتم التجمع الماروني الاسترالي؟

غسان: اود اولاً ان اؤكد على عدم وجود اي خلاف مع الرابطة المارونية فنحن لا نزال اعضاء فيها الى جانب العديد من اعضاء التجمع. ونعتبر ان التجمع الماروني الاسترالي له دور مكمّل للرابطة المارونية، مع وجود بعض الفوارق.

نحن مؤسسة علمانية مارونية مستقلة عن الكنيسة لكنها تعشق الهوية المارونية، وهذا امر لا مفر منه كوننا موارنة. اما الرابطة المارونية فلديها ذاتية استقلالية، غير انها ملزمة بالطاعة والتعاون مع الكنيسة ورئيسها في استراليا، وبالتالي عليها ايضاً الالتزام المطلق بالعقيدة والقوانين الكنسية والعمل تحت مظلة مطران الابرشية الذي نكّن له كل احترام وتقدير.  كمؤسسة مارونية اجتماعية مستقلة، نحن غير ملتزمين بالقانون الكنسي، ولدينا حرية التخطيط والعمل والتنسيق مع الجميع دون اية حواجز او موانع قانونية او معنوية.

ونحن نختلف عن الآخرين من ناحية العلاقات الاجتماعية. وكما هو معروف، الانسان يتعلم من اخطائه واخطاء الآخرين. الجامع المشترك لدى الاعضاء في التجمع هو المحبة والاحترام المتبادل والتناغم غير التنازعي او الوصولي. لذا نلتزم بمحبة الآخرين الى جانب محبتنا لبعضنا البعض. كما نلتزم بالاعمال الخيرية ومساعدة مستشفيات السرطان والقلب ومستشفى الاطفال. ولاحقاً مساعدة المؤسسات المارونية ايضاً. وفي هذا تعبير عن التزامنا بعمل الخير وبمشاعر المحبة الصادقة.

 ما هي الامور التي تسعون الى تحقيقها؟

ريمون: نحن نقوم باجتماعات نناقش خلالها اهم الاحداث والتطورات على صعيد الجالية وعلى المستويين الاسترالي واللبناني. ونبني تحركاتنا على اساس المعطيات.

الى جانب الاجتماعات نلتقي شهرياً ونتناول طعام الغداء او العشاء بشكل حبي. والهدف من ذلك تدعيم العلاقات الاجتماعية مع بعضنا البعض ومع عائلاتنا. اما الهدف الآخر جمع المال نخصصه لمساعدة الموسسات المعنية بالسرطان وبامراض القلب وعلاج الاطفال. كما نرسل المال الى مؤسسات خيرية في لبنان.

الالتزامات الحزبية نضعها جانباً وهي خيار شخصي، غير اننا جميعاً ملتزمون باهداف التجمع. وسنقوم خلال هذا العام بالنشاطات التالية:

– اجراء مباريات بين الطلبة في المدارس المارونية حول التراث الماروني والتاريخ والقيم الوطنية. ونهدف من وراء ذلك حث الطلاب الموارنة للبحث والتنقيب والتفكير بالتراث والعقيدة والتاريخ.

  تأسيس فريق رياضي لكرة الطائرة، نأمل ان يشمل كل الفئات العمرية ومن كلا الجنسين وهذا يساعد على جمع الشبيبة في بيئة صالحة ويفتح امام الشباب الموارنة فرص التعارف وتدعيم هويته المميزة.

– اقامة سلسلة عشاوات بالاضافة الى عشاء  سنوي يعود ريعها لدعم مراكز الابحاث السرطانية.

كما وفي زيارتي المرتقبة الى لبنان من المتوقع ان يلتقي  رئيس التجمع عدداً من المسؤولين والرسميين وفي طليعتهم غبطة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي لكي يزوّده بدستور التجمّع الماروني الاسترالي ويطلعه على اهم المشاريع التي سوف نسعى الى تحقيقها.

 من يحق له الانضمام الى التجمّع الماروني؟

غسان: يحق لكل ماروني الانضمام الى التجمع بعد الاطلاع على دستورنا واهدافنا العملية، شرط الا يكون لديه اي سجل اجرامي. ابواب التجمع مفتوحة امام جميع الراغبين بالعمل معنا.

دعني اوضح ان التجمع هو ليس مؤسسة نفعية. والاعضاء فيه همهم الوحيد التعاون والمساعدة والخدمة. كل حسب امكانياته وقدراته. الجميع متساوون في المسؤوليات والواجبات. والرئيس هو الاول بين اناس متساوين فيما بينهم.

 تأسس التجمع في سنة 2016 لماذا هذه الطلة الاعلامية الآن؟

ريمون: نحن لم نرغب بهذه الاطلالة الاعلامية ولدينا صفحة خاصة بنا على الفايسبوك يدخلها الآلاف من ذوي الفضول والتعاطف معنا.

لكن بالحقيقة الناس يطرحون تساؤلات حول هذا التجمع واهدافه وعلاقته مع المؤسسات المارونية القائمة ونحن من واجبنا التوضيح للرأي العام.

عليّ ان اؤكد مرة اخرى ان علاقتنا مع راعي الابرشية هي ايجابية للغاية ولقد ابدينا استعدادنا لمساعدته في شتى الأمور. ونحن ندعم مواقفه من القضايا الهامة على الساحة الاسترالية، مثل قضية زواج المثليين والحريات الدينية واستقلالية التعليم وانفتاحه على سائر المذاهب والطوائف. ونرى في مواقفه ثباتاً على الإيمان والتزاماً بالمسلمات المسيحية والاخلاقيات التي توحدنا.

ونرى انفسنا مؤسسة مارونية مستقلة تكمل الاعمال التي لا تستطيع الرابطة القيام بها لاسباب مبدئية وقانونية. فاستقلاليتنا تمنحنا حرية التحرّك والعمل.

 كيف نبتت وانطلقت فكرة انشاء التجمع الماروني الاسترالي؟

غسان: كنا نلتقي في مناسبات اجتماعية كأصدقاء، بشكل تداوري. وكانت امور الجالية واستراليا ولبنان هي الطاغية على نقاشاتنا. ومع التوصل الى قناعات حول معظم القضايا، غالباً ما يتساءل المرء: ما هو العمل ؟ هكذا ودون اي تصميم مسبق جاءت فكرة انشاء التجمع الماروني الاسترالي، وهو تعبير عن حالة من الوعي ومحاولة للقيام بدور ما كمواطنين اختبروا الحياة ولديهم درجة معينة من الوعي والشعور بالمسؤولية.

واود هنا ان اشكر الزميل ريمون ابي عراج الذي بذل جهوداً لتسجيل التجمع وتنسيق التواصل بين الاصدقاء الراغبين بالانضمام الى التجمّع. ويشهد لريمون الالتزام والجدية والمثابرة وحب الخدمة وقد بذل الوقت على طاقاته مع آخرين لاطلاق التجمع الماروني.

اخيراً دعني اقول: ان ابواب التجمّع مفتوحة امام الجميع، ونحن نتوخى العمل مع الجميع ، كأفراد او مؤسسات من اجل الخير العام.