لاح أمس تسابق بين دمشق وأنقرة للسيطرة على المناطق الخاضعة لـ “قوات سورية الديموقراطية” (قسد) شرق سورية، في وقت صعّدت إسرائيل مطالبها بإبعاد القوات الإيرانية عن كل سورية وليس فقط حدودها الشمالية، لافتة إلى “نهج إيجابي” روسي.
بموازاة ذلك، أعرب الرئيس السوري بشار الأسد عن اعتزامه زيارة كوريا الشمالية قريباً، ما أعاد إلى الواجهة الحديث عن “صفقات سلاح”. ونقلت الوكالة الكورية الشمالية عن الأسد قوله خلال استلامه أوراق اعتماد السفير الكوري الشمالي الأربعاء الماضي: “سأزور جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية، وألتقي سيادة الرئيس كيم جونغ أون”. وأضاف: “متأكد من أن كيم سيحرز النصر في النهاية ويعيد توحيد كوريا”.
واستبق وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو لقاءه اليوم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لحسم ملف مدينة منبج (شمال سورية)، بالكشف عن أن المناطق الخاضعة لسيطرة “قوات سورية الديموقراطية” (قسد) شرق سورية، ستكون هدف بلاده المقبل. وأكد أن إخراج عناصر “قسد” ذات الغالبية الكردية، من منبج “سيتصدر أجندة مفاوضاته مع نظيره الأميركي” اليوم في واشنطن. وأوضح أن “الأمر لن يقتصر على منبج وحدها، وفي حال نجاح هذا النموذج، سيُطبق في المناطق الأخرى الخاضعة حالياً لسيطرة قسد” في الشرق السوري.

تزامن ذلك مع لقاءات عقدها وفدٌ من المعارضة السورية المقربة من دمشق، مع قيادات كردية، بهدف الوساطة بين النظام و “قسد”، بعد رسائل جمعت بين التهديد والوعيد من الأسد ووزير خارجيته وليد المعلم.
وأبدت الرئيس المشترك لمجلس “قسد” إلهام أحمد انفتاحاً على “حوار مبني على الاعتراف والاحترام المتبادل”. وأكدت لـ “الحياة” أن المجلس “مستعد للتعاطي مع أي مبادرة لوقف نزيف الدم السوري تُحقق الأمن والديموقراطية” للبلد، معتبرة أن الحوار “بداية صحيحة لحل الأزمة”. وتعهدت التعاطي مع “أي مبادرة تصب في الصالح السوري”، على أمل “أن تكون اللقاءات بداية انطلاقة صادقة نحو حوار صريح وصادق بالنسبة إلى الجميع، معارضة ونظاماً”.
من جانبها، أكدت الناطقة باسم الجبهة الديموقراطية السورية المعارضة ميس كريدي على “أجواء إيجابية”، نافية أن تكون الزيارة جاءت بدفع من النظام. وأعربت عن أملها في أن “تشكل نقطة للانطلاق نحو حوار لحل سياسي سوري- سوري خارج إطار التدخلات الخارجية”. وكشفت عن لقاءات مهمة خلال الأيام المقبلة، في ضوء “نضوج حالة ورغبة مشتركة من أجل التوصل إلى حالة سورية جامعة”.

وبينما تترقب الأوساط اجتماعاً روسياً? أميركياً? أردنياً على مستوى نواب وزراء الخارجية، لوضع اللمسات الأخيرة على “صفقة الجنوب”، بما يضمن سيطرة النظام على المناطق المتاخمة للحدود مع الأردن وإسرائيل وإبعاد القوات الإيرانية منها، صعّدت إسرائيل من مطالبها، مشددة على “إبعاد الوجود الإيراني من كل سورية”.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عدة عن مصدر ديبلوماسي إسرائيلي وصفته بـ “رفيع المستوى”، نفيه “التوصل إلى تفاهمات حول انسحاب القوات الإيرانية وحزب الله من جنوب سورية”. ولفت إلى أن النهج الروسي في هذا الموضوع “أكثر إيجابية مما كان عليه في الماضي”، لكن “حتى الآن لم نسمع سوى أفكار من الروس، ولم نتلق أي شيء مكتوب”. وذكر أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو عقد محادثات مع كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، شدد خلالها على أن على “إيران أن تترك كل سورية، وأن تستمر إسرائيل بالحفاظ على حرية التحرك الكاملة ضد حزب الله والحشد العسكري الإيراني في سورية”.