أنطوان القزي
هل هي الجينات العنصرية تفعل فعلها في دماء طوني أبوت؟ أم أنها مجرّد حسابات سياسية تتحكَّم بمواقفه؟.
وآخر مواقف أبوت من القدس، يطرح أكثر من سؤال:»لماذا يذهب الرجل بعيداً في جموحه خلف دونالد ترامب، وماذا يضطر طوني أبوت أو يجبره على دعوة أستراليا إلى نقل سفارتها الى القدس لتسبق كل الدول الأوروبية والاميركية في اللحاق بالخطوة الأميركية؟!.
الأسبوع الماضي استضافت إذاعة 2UE عبر أثيرها رئيس الوزراء الأسبق الذي استفاض في الدفاع عن دونالد ترامب معتبراً أن قراره مُحقّ طبيعي جداً لأن القدس هي عاصمة إسرائيل منذ سبعين سنة!.
لم يخطر على بال الأستراليين ان يثير أبوت أمراً لم يكن على جدول اهتماماتهم، خاصة في هذا الظرف الذي تتوجّه فيه العيون الى تحركات البوارج الصينية المريبة في بحر الصين الجنوبي ما يهدّد أمن المنطقة، ثمّ ألم يسمع ما قاله الصينيون:»سوف نلقّن أستراليا درساً قاسياً»؟!.
فهل نقل السفارة الأسترالية الى القدس هو أهم من أمن جنوب الباسيفيك وأهم من الفضائح المصرفية في أستراليا أو أهم من اختلاسات شركات التخابر؟، وهل فعلاً يعيش طوني أبوت في الزمن السياسي الراهن وهل هو ملمّ بيوميات المواطن الأسترالي؟.
لم يتعوّد طوني أبوت طيلة حياته السياسية أن يصوّب بالإتجاه الصحيح، فهو رغم فترة حكمه القصيرة، حاول إلغاء قانون الذم العنصري، وألغى وزارة التعددية الثقافية، وهو كلّما تحدّث وزاد حديثه عن الثلاث كلمات يتعرّض لخطأ أو الى زلة لسان مما يضطره الى الاعتذار وهو اعتذر اكثر من عشرين مرّة بسبب هفواته وهو في سدّة الحكم.
أبوت حاول العودة الى السلطة والانقلاب على تيرنبل لكن محاولاته فشلت. وإزاء إحباطاته السياسية يحاول اليوم ان يعود الى الساحة الإعلامية على حساب القدس والقضية الفلسطينية..
طوني أبوت يضيف خطأ جديداً إلى سِجلّ أخطائه العنصرية .. وحان له أن يحلّ عن ظهر الفلسطينيين.