أنطوان القزي
تفتح عينيك لتقرأ خبراً وأنت غير مصدّق أن تظاهرة من الاسرائيليين انطلقت يوم الاثنين في تل أبيب تندّد باستعمال العنف ضد الفلسطينيين في غزة، وتقرأ أيضاً أن عشرات المحتجين اليهود أغلقوا طريقاً رئيسية في العاصمة الأميركية واشنطن يوم (الاثنين)، وهم يرددون هتافات وأغنيات للتنديد بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، وبقتل إسرائيل محتجين فلسطينيين على الحدود مع غزة.
وأغلق نحو 100 محتج من حركة «إف نوت ناو» طريق بنسلفانيا التي تربط البيت الأبيض ومبنى الكونغرس لنحو ساعتين أمام فندق ترمب إنترناشونال. وهتف المحتجون: «أوقفوا العنف».
وارتدى معظم المحتجين قمصاناً سوداء كتبت عليها عبارة: «المستقبل يستلزم الحرية الفلسطينية». وغنوا: «سنبني هذا العالم بالحب».
وحملوا أيضاً نموذجاً لمكونات مبنى ولافتات إرشادية تشير إلى «سفارة الحرية» لتحل محل ما أطلقوا عليه «سفارة الاحتلال» في القدس.
وتظاهرة واشنطن هي ثاني مظاهرة للاحتجاج على العنف في غزة تنظمها جماعة «إف نوت ناو» التي تحث الجماعات اليهودية الأميركية على وقف دعم سياسات إسرائيل تجاه الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.
وأوضحت الجماعة أن 37 محتجاً من أعضائها اعتقلوا الشهر الماضي في 6 مدن أميركية.
عند قراءتي هذين الخبرين، رحت أفتش على تظاهرةٍ في مدينة عربية «تفش خلقي»، فلم تقع عيناي إلا على بيانات تنديد واعتصامات خجولة في المخيمات الفلسطينية .
وفي حين كانت فضائيتا الـ«بي بي سي» والـ« سي أن أن» تنقلان المواجهات في غزة لحظة بلحظة، كانت فضائية «العربية» وأخواتها مشغولة بأخبار البورصة وأسعار النفط والذهب..لأن الأرواح في غزة لا أسعار لها!…