أنطوان القزي
لطالما ناصر المغترب اخوته المقيمين في لبنان، وشاركهم همومهم وشكاواهم وتذمّرهم من المسؤولين والهدر والفساد.
بعد انتخابات امس الأحد، سيبدأ العدّ من الضفة الأخرى, من ضفة المواطنين، إذ لا عذر للانتخابات الغلط والاختيار الملتبس، وإزاء هذا الكم من الاعلام والتصاريح والمواقف والاطلالات لم يعد المواطن اللبناني معفياً من اي خطأ انتخابي، ولا يستطيع احد بعد اليوم ان يقول ان عكار او بعلبك او كسروان او النبطية او الجبل هي مناطق محرومة.
فالصورة كانت واضحة جداً: أناس سيعودون بما كان لديهم في العشرين سنة السابقة وأناس جدد يحاولون احداث تغيير بقدر ما تيسّر.
المواطنون اللبنانيون هم الذين انتخبوا سلطتهم السياسية امس. فلمن سيشكون غداً، بالطبع ليس للخارج، بل سيقفون امام المرآة ويقولون : ماذا فعلنا؟.
رحم الله خليل تقي الدين ونصري المعلوف ورشيد كرامي وكمال جنبلاط ولويس ابو شرف يوم كان للكلمة نكهة وطعم ولون.. وموقف؟
لا يحقّ للمواطن اللبناني بعد اليوم الاثنين الحديث عن طبقة فاسدة في لبنان، فهو عليه ان يتحمّل مسؤولية ما اختاره، لأن امس الأحد كان الأمل والفرصة الاخيرة لإنقاذ ولملمة ما بقي من لبنان وإلاّ فعلى الدنيا السلام.