علاء مهدي ? سيدني
على قاعة تتناسب وحجم الحدث الكبير ، في نادي «ماركوني» بضاحية بوسلي بارك بغرب مدينة سيدني ، أقام مكتب الفنون والتنمية الإجتماعية الذي يديره الأستاذ بشار حنا ، مساء الأحد في التاسع والعشرين من نيسان 2018 ، المهرجان الثاني الذي يحمل عنوان « ألوان بلاد الرافدين» وهو مهرجان يقام كل سنتين ، يتضمن الكثير من المساهمات الغنائية لفنانين عراقيين متميزين ، وعرضاً متميزاً للأزياء العراقية النسائية والرجالية ، حيث تتولى لجنة تحكيم مختارة بعناية فائقة اختيار أفضل زيّ رجالي وآخر نسائي ومن ثم يتم تقديم الجوائز للفائزين.
حضرت المهرجان السيدة أنوار العيسى ? القنصل العام لجمهورية العراق في مدينة سيدني وعدد غير قليل من مسؤولي منظمات مجتمعية ومدنية وحكومية أسترالية وكذلك رؤساء تحرير صحف عراقية ، كما حضره الزميل الأستاذ نبيل تومي ، منسق التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم الذي يزور أستراليا حالياً.
كانت البداية وقوف الحضور الذي أكتظت به القاعة الكبيرة تقديراً وأحتراماً للنشيدين الوطنيين الأسترالي والعراقي. أعقبت ذلك كلمات شكر وتقديم شهادات تقديرية للجمعيات والمنظمات ووسائل الإعلام الداعمة للنشاط. بعدها بدأ تعاقب الفنانين العراقيين في الغناء الذين أطربوا مسامع الحضور بأغانيهم المتنوعة بتنوع أطياف المجتمع العراقي ، حيث نالت إستحسان الجمهور الكبير الذي شاركهم ترديد كلمات الأغاني وصفق لهم كثيرا. وقد شدا كل من الفنانات والفنانين ، سامر السعدي ، هيلين إسحق ، إيهاب هادي ، كاديا الفيصل ، سرمد عامر ، نوار السيفي ، كارميلان زودو ، مارتن السومري ولينا صاروا ، بأغانٍ جميلة نالت إستحسان الجمهور.
أعقب ذلك الطلب من المتسابقات والمتسابقين بعروض الأزياء التراثية لبلاد الرافدين للتوجه إلى مكان خاص لتجمعهم ومن ثم البدء بالإستعراض أمام الحضور ولجنة التحكيم التي تألفت من: السيدة سو سمعان ، رئيسة لجنة المرأة في الجمعية العراقية الأسترالية المسيحية ، السيدة شهرزاد الحيدر، رئيسة لجنة المرأة في التيار الديمقراطي العراقي في أستراليا ، السيدة كارمن لازار ، مديرة مركز الموارد الآشوري في أستراليا، السيد أدريس الفراتي ، فنان تشكيلي ? سيدني ? أستراليا، السيدة وداد فرحان ، رئيسة تحرير جريدة بانوراما ? أستراليا والسيدة صبا الخميسي ، رئيسة رابطة المرأة المندائية في أستراليا.
وقبل أن تعلن إدارة المهرجان نتائج مسابقة الأزياء التراثية العراقية ، قدمت مجموعة من الشباب الهواة ثلاثة مشاهد لمسرحية فكاهية هادفة تناولت مواضيع ومشاكل يتعرض لها أغلب المهاجرين الجدد خاصة العراقيين منهم خلال مسيرة إندماجهم وتأقلمهم مع المجتمع الأسترالي.
كانت إلتفاتة جميلة من إدارة المهرجان أنها كرمت ليس فقط الجهات الداعمة للمهرجان بل كل المنظمات والجمعيات والشخصيات التي ساهمت في إنجاح هذا المهرجان الكبير، بل وكذلك كل الذين عملوا في تنظيم وترتيب وإدارة المهرجان مهما كان حجم المهام التي كلفوا بها بما في ذلك الممثلين والموسيقيين والمطربين والعاملين في إدارة المهرجان. انها الشراكة في النجاح والإعتراف بدور الجميع في تألق هذا العمل الفني والتراثي الكبير الذي بنته سواعد كثيرة مختلفة حققت نجاحاً مشتركاً ، أهدته للجالية العراقية بأكملها ، وقد أثبتوا بذلك أنهم شركاء في النجاح الذي يرافقهم دائماً.
بعدها أعلنت نتائج التحكيم في أختيار أفضل الأزياء ، حيث حصلت السيدة تمارا كرابيت التي كانت ترتدي زياً أرمنياً على الجائزة الأولى مما أسعد جمهور الحضور خاصة الحضور من الأرمن العراقيين. كما حصل الزميل كاكا أردلان ياسين على أفضل زي رجالي. والحق يقال أن كافة المشاركين والمشاركات كانوا يستحقوق التقييم والتقدير حيث استمتع الحضور بمناظر ومشاهد لأزياء عراقية متميزة ، كوردية وعربية ، شمالية وجنوبية ، شرقية وغربية ، آشورية وكلدانية ، صابئية وأرمنية ، أزياء للأطفال والكبار والشباب، كانت لوحة فنية متميزة ، بألوان بلاد الرافدين ، بل كانت صرخة مدوية أرعبت الطائفيين والعنصريين لتعلن أن العراق ، هو عراق الجميع ، عراق المحبة والسعادة والود والآخاء.
تحية تقدير وتثمين للأستاذ بشار حنا ، الإنسان الخلوق ، ولكل العاملين معه في مكتب الفنون والتنمية الإجتماعية وفي فريق السلام ، تحية لكل المتطوعين في هذا العمل الجبار من إداريين وفنيين وموسيقيين ومطربين ، صغاراً وكباراً ، نشد على أيديكم جميعاً ، نقبل جباهكم ، ونرفع لكم قبعاتنا ، لأنكم رفعتم أسم العراق عالياً ، لأنكم تفتخرون بعراقيتكم رغم أنف الطائفيين والعنصريين والمتقوقعين في أقفاص الأنانية والديكتاتورية.