بقلم / رئيس التحرير

أنطوان القزي

هل قرأتم ان المملكة العربية السعودية تنوي حفر قناة مائية على طول الحدود بينها وبين قطر لتصبح هذه الأخيرة جزيرة مفصولة عن برّ الخليج ولا يعود لها حدود بريّة مع السعودية، وهل قرأتم السيل الكبير من التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي؟!.
نعم ستقتلع المملكة العربية السعودية الشوكة الموجودة في خاصرتها وستقيم على طول الخط الشرقي منتجعات تحجب رؤية القطريين الذين هم بنظر الرياض يفضّلون النظر شرقاً باتجاه طهران.
ففي زمن يحتاج فيه العربي الى الحدّ الأدنى من التلاقي، لم تفلح جامعة الدول العربية في لأم الجراح بين السعودية وقطر ولم تستطع الكيمياء المفقودة بين الأمير محمد بن سلمان والأمير تميم ان تسجل نقطة الى الأمام، وباتت قطر قولاً وفعلاً جزيرة اسوة بتلفزيون الجزيرة. واصبحت مثل جزر القمر، جسم غريب داخل الجامعة العربية ومفصولة عن بر العروبة.
ففي وقت وقّع فيه الأمير محمد بن سلمان اتفاقاً في واشنطن لتركيب القطعة الأخيرة على القمر الصناعي السعودي قبل اطلاقة، وفي وقت زار فيه مراكز تقنيات الصواريخ وانظمة الطيران والاتصالات في مركز لوكهيد للطيران، وفي وقت زار مقر شركة غوغل في وادي السيليكون في سان فرانسيسكو، نرى سماسرة كبار يفتشون عن نوادٍ وفنادق ومنتجعات ليستثمر فيها القطريون على امتداد القارة الاوروبية من ريكيافيك في ايسلندا الى اسطنبول في تركيا.
فحفرة مائية من هنا وحفرة من هناك لن تغيّر التاريخ والكون يتسع للمملكة والامارة معاً ويبقى ان تتسع قلوبهم لذلك؟