وكيل الهجرة الناجح هو من يعرف القوانين ويحسن التعامل
مع الناس ويرغب بمساعدتهم
وكيل الهجرة ريتشارد أمهز يتميّز بالتواضع والموضوعية والشعور الانساني المسؤول. عمل لسنوات طوال في السفارة الاسترالية في بيروت في مجالات متعددة واكتسب خبرة ميدانية وعملية حول القوانين الاسترالية للهجرة ولحسن التعامل مع الناس. وزادته هذه الخبرة حساً بالمسؤولية تجاه طالبي الهجرة. فهم اولاً اناس طيبون، لديهم اوضاع خاصة ومتنوعة كما لديهم احتياجات وظروف تدفعهم لطلب المساعدة.
بنظره ان وكيل الهجرة الناجح هو من اطلع على القوانين، واحسن التعامل مع الناس بمصداقية وانسانية واخلاقية والرغبة بمساعدة الآخرين اذا امكن.
التقينا ريتشارد وطرحنا عليه الأسئلة التالية:
< ريتشارد، اعطنا فكرة موجزة عن حياتك وخبراتك؟
> ولدت في استراليا، بعد ان هاجر والديّ اليها في سنة 1977. عادت العائلة الى لبنان لما كنت في عمر 15 عاماً. في عمر 18 بدأت العمل في السفارة الاسترالية في بيروت طوال 17 سنة على التوالي. وشملت مسؤولياتي آنذاك كل انواع العمل وتأشيرات الدخول: في السياحة وتأشيرات العمل والتعليم وغيرها. وكنت اتخذ قرارات بشأن قبول الطلبات او رفضها. ثم تزوجت وعدت الى استراليا بعد تردي الاوضاع في لبنان نتيجة الحرب السورية.
عملت مدة مع مكاتب هجرة في البداية طوال 5 سنوات. خلال هذه المدة التحقت بأحد المعاهد المتخصصة بشؤون وكلاء الهجرة. ومنذ اشهر تقريباً افتتحت مكتباً خاصاً في بانكستاون سانترو، مستفيداً من خبراتي السابقة ومن دراستي لأقدم المساعدة لمن يحتاجها من طلاب وسواح وطالبي هجرة مؤقتة للعمل او هجرة دائمة او جمع شمل العآئلة، الى جانب الزواج والخطبة وغيرها.
< بالطبع خبرتك السابقة في السفارة الاسترالية هي عامل ايجابي وتميّزك عن سائر الوكلاء؟
> نعم، لأنني اعلم كيف يفكرون وما هي المعايير التي يعتمدونها لاتخاذ قرار بشأن اية تأشيرة دخول الى استراليا. لا شك ان هذه الخبرة تساعد للغاية بالاضافة الى كيفية معاملة الناس. وانا غالباً ما اضع نفسي في موضع طالب الهجرة او طالب الدخول الى استراليا لسبب من الاسباب.
بالنسبة لي المصداقية في التعامل هي من الأمور الاساسية والمصداقية في العمل هي اهم من المال ومن كسب زبون اضافي على حساب المصداقية
.
< نسمع احياناً بحالات يجري خلالها استغلال الناس، بدل توفير المساعدة لهم، خاصة ان البعض يكونون في حالة القلق الشديد على مصيرهم. فما تعليقك على ذلك؟
> هذا صحيح. لقد عاينت عدداً من الحالات المماثلة. وأنا آسف ان البعض يتعرضون للاستغلال وسوء المعاملة، خاصة اذا كانوا في حالة ضيق وقلق وعوز مادي. هذا حرام وغير مقبول.
ان مصير الناس يتعلق بنا وبطرق معالجة قضاياهم. فهم مهددون بالترحيل اذا اسأنا سوء التصرف وعدم القيام بواجباتنا بتجرّد وموضوعية.
اسلوبي في التعامل مع الناس يقوم على الصراحة وطرح كل الاحتمالات وخيارات العمل. وعلى الشخص ان يقرّر ما يريد. وفي حال وجدت صعوبة في معالجة مشاكل البعض فأقول لهم صراحة ما هي نسبة النجاح ومسبقاً. اذ لا يجوز استغلال حاجة الناس من اجل كسب بعض الدولارات الاضافية. من الضروري ان يكون الانسان على علم مسبق بما قد ينتظره على المستوى القريب او البعيد. وباعتقادي ان هذا الاسلوب من التعاطي يلاقي ترحيباً من الناس.
صحيح انني ادير مكتباً لاعتاش، لكنني انام مرتاحاً عندما اتمكن من مساعدة انسان يطلب المساعدة لمعالجة وضعية متأزمة لديه.
< هل تواجه احياناً حالات معقدة توجب تدخل محامٍ لمعالجتها؟
> هذا صحيح. ان عمل متل عملي اي رجل اختصاص او طبيب. فهناك حالات توجب المعالجة القانونية وتدخل المحاماة لمواجهة بعض الاشكالات القانونية.. في آخر المطاف نحن نتعامل مع قوانين يمكن تفسيرها بطرق مختلفة.
بالطبع لديّ خبرة كافية لمعالجة كل الحالات، لكن بعض الحالات المعقدة لا بد من تدخل قانوني لمعالجتها. في آخر المطاف والأهم هنا هو تلبية حاجات الزبون ومعالجة مشاكله للمجيء الى استراليا او للبقاء فيها
.
< حسب اطلاعك ما هي الشروط التي تضعها دائرة الهجرة لقبول طلبات الشرق اوسطيين؟
> ان قوانين الهجرة الحالية تطبق على كل الدول. انها قوانين عامة ومشتركة. لكن هناك امور اساسية تطلبها دائرة الهجرة وهي اتقان اللغة الانكليزية، المستوى التعليمي لديه، الكفاءات المهنية، العمر والمهنة.
وضعت استراليا لوائح في المهن التي تعطيها الأولوية. وفي حال توفرت هذه الشروط في طالب الهجرة او الهجرة للعمل، فيحصل عندئذ على اقامة دائمة او مشروطة حسب احتياجات البلد.
ويجب ان ألفت ان طالبي الحصول على تأشيرات محددة، غالباً ما يجري مقارنة العلامات لديهم مع علامات الآخرين. ودائرة الهجرة تختار الأفضل بينهم. وهذا تحدده اللغة الانكليزية والمستوى الثقافي او المهني والخبرة العملية.
< ما هي الفئات التي تقبل الآن في استراليا؟
> هناك نوعان للسياحة: السياحة العادية وسياحة الأهل والاقارب. كما يوجد تأشيرات دخول للعمل حسب المعايير التي تضعها الحكومة. تأشيرة لمدة سنتين قابلة للتجديد لسنتين ايضاً، توجب مغادرة البلاد بعدئذ، وهناك تأشيرة دخول لمدة 4 سنوات. ويحق للشخص بعد 3 سنوات ان يقدم طلب اقامة دائمة. لكن الناس في هذه المجموعة ينتمون الى فئة الوظائف العالية والمتخصصة مع كفاءات علمية عالية وتحصيل جامعي.
< برأيك ما هي الصعوبات التي يواجهها العرب واللبنانيون للحصول على تأشيرة دخول الى استراليا؟
> بالنسبة للهجرة، اللغة هي مطلب اساسي. فاللغة قد تكون عامل مفيد او معيق للحصول على تأشيرة دخول الى استراليا. اضف الى ذلك المهن والمهارات العملية والخبرة.
الوضع السياسي في المنطقة خاصة في سوريا هو غير مشجع بالنسبة لتأشيرات الدخول السياحية. ولبنان يتأثر ايضاً بما يجري في سوريا، خاصة ابناء المناطق الحدودية في الشمال وبعلبك الهرمل. وهذه العوامل تؤثر حسب الظروف والاوضاع الامنية. ولا شك يوجد تبادل معلومات بين دائرة الهجرة والسفارات في لبنان والدول العربية، كما يجري تبادل المعلومات بين الاجهزة الامنية المعنية في البلدين، اعني لبنان واستراليا.
< ما مدى تأثير الارهاب على الحصول على تأشيرات دخول الى استراليا؟
> بالنسبة للهجرة، لديها شروطها المحددة والمعروفة ونادراً ما تتأثر مباشرة بعامل الارهاب، الا في حال وجود شكوك بأمر طالب الهجرة.
اما ما يتعلق بتأشيرات الدخول المؤقتة للعمل او السياحة، طبعاً وضع الارهاب يؤثر بها.
< هل هناك «كوتا» معينة بالنسبة للبلدان؟
> هذا يتوقف ايضاً على نوع الفيزا. بالطبع هناك عدد محدد بخصوص فيزا الاهل. وغالباً ما توزع على الدول. ولكن احياناً يؤخذ من حصة بلد وتحوّل الى بلد آخر.
فيزا الاهل الاعتيادية، وهي مجانية، قد تتطلب وقتاً طويلاً، قد يصل الى 30عاماً لتسريع الطلب يجب دفع حوالي 30 الف دولار.
بالنسبة لتأشيرة جلب الزوج او الزوجة اصبحت تكلف 7 آلاف دولار للشخص الواحد لتقديم الطلب، اضف الى ذلك التكليفات والأجور الاخرى. يجرى البحث الآن بوضع غرامة حوالي 5 آلاف لجلب الوالدين لمدة محددة.
< ماذا عن اللاجئين؟
> يبدو ان استراليا هي غير متسرعة لقد جاء عدد منهم. باعتقادي انه يجرى معالجة واقرار كل حالة على حدة وفق معايير تضعها دائرة الهجرة والحكومة. وكما تعلم يطالب سياسيون بخفض عدد المهاجرين الى استراليا. وهذا سينعكس دون شك على عدد اللاجئين ايضاً وعلى كل انواع تأشيرات الدخول.
ولا بد ان اشير هنا ان دائرة الهجرة غالبا ما تقوم بدراسات مقارنة لمعرفة مدى المخالفات من كل بلد ومدى بقاء الداخلين الى البلدا مدة اطول.
على سبيل المثال، الطلاب او من يدخلون البلاد بواسطة فيزا مؤقتة. ونتيجة لهذه المقارنات يجري تحديد الدول المخالفة. وقد تفاجأ عندما تعلم ان بريطانيا ونيوزلندا حلّتا في طليعة القائمة.
< سؤال اخير ريتشارد. ماذا يميزك عن الآخرين من اصحاب مكاتب الهجرة؟
> بصراحة، انا اعتبر نفسي انسان مخلص وصادق مع ذاتي ومع الآخرين. وكما ذكرت سابقاً، فأنا اعمل بمسؤولية اخلاقية وضمير وارفض المغامرة بآمال واموال الناس. عندما اعد أفي بتعهداتي. وان كنت لا استطيع الحصول على نتيجة، اعلن صراحة عن ذلك قبل استلام اي حالة.
خبرتي السابقة في السفارة الاسترالية تساعدني للغاية. فأنا اعلم ما يجري داخل السفارة وخارجها. واتتبع كل التعديلات القانونية الخاصة بالهجرة. ودائرة الهجرة تزودنا بما يلزم في حال جرى تعديلات في قوانين الهجرة. وعلاقة دائرة الهجرة هي جيدة ومساعدة لنا.
انا هنا لأساعد من يطلب المساعدة واتعهد ببذل جهودي لمساعدة ابناء الجالية.