كندة سمارة – ملبورن

بما أن الثامن من آذار (مارس) هو يوم المرأة العالمي، وهو نفس الشهر الذي يحتفل فيه شرقنا العربي بعيد الأم…. هذه المناسبة التي فقدت في بعض الحالات مؤخراً أصلها السياسي الذي نشأت منه. فتحولت إلى ما يشبه مناسبة اجتماعية لا أكثر ولا أقل، وكأنه عيد مقتصر على نخبة معينة من السيدات دون سواهنّ.

فهذا العيد لم يشمل أم العبد المنهكة في كل صباح بأولادها في المدارس… ولا تلك التي تثرثر مع جاراتها فتتحدث عن الترمّل باكراً… أو تلك المشغولة بصنع طبخة ما، فتسعد بها زوجها وأولادها… ولا تلك المكافحة التي تعمل في معمل بسيط لتعيل عائلتها… أو تلك التي تعمل في خدمة البيوت من أجل اللقمة الحلال…. ولا تلك المحرومة من أبسط حقوقها في الحصول على التعليم… فهذا العيد لم يشمل المرأة التي لم تنشف دمعتها بكاء على اولادها الذين ابتعدوا عنها بسبب الحرب.

نساء قويات… محض أمومة وعطاء… طاعنات في اللقمة الحلال… منهكات على حبال الغسيل… متعبات من أجل رغيف الخبز… لهن هيبة عند البيع في الأسواق…كل عام وأنتنّ بألف ألف خير.