بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي
لو تجرأ احد افراد الجالية العربية وقال : «لا يجب ارسال المجندات الاستراليات الى جبهات القتال» لقامت الدنيا عليه وما قعدت. امّا ان يقول ذلك نائب استرالي فذنبه مغفور وان يؤيده زميل له فأمر عادي.
فالسناتور الاحراري كوري برناردي والضابط السابق في القوات الاسترالية النائب اندرو هاستي يبدو انهما افلسا في المواقف السياسية، وحتى لا ينساهما الناس اطلقا هذا «البالون النسائي» ونسيا ان وزيرة الدفاع الاسترالية ماريز پاين هي امرأة وان خمس وزيرات دفاع في دول الاتحاد الاوروبي هنّ نساء، وان الكثيرات في اوروبا واميركا كنّ يقدن الطائرات الحربية. لقد خاض الاستراليون حرباً ضروساً حتى وصلوا الى اقرار زواج المثليين ومنعوا كلمة الذكر والانثى في الدوائر الرسمية، فكيف يميّز سيناتور فيدرالي بين الجنسين ويضيف: «ليس مقبولاً ان تقاتل النساء على الجبهات لأن الحمض النووي DNA للقتال المباشر هو الأفضل لدى الذكور خلال المعارك.. وان خدمة النساء القتالية يمكن ان تكون ضد المصلحة القومية الامنية لأستراليا».
ولماذا اذن يضم الجيش الاسترالي 14 بالمئة من النساء؟ هل هن فقط لتكبير صدورهن على حساب خزينة الجيش كما أثير في الصحف والاذاعات منذ ثلاث سنوات؟
.. وبعد، ما الفرق بين برناردي وهاستي وبين «فطاحل» الفتاوى اليومية على الفضائيات العربية، أليس ما قام به هذان السياسيان الاستراليان هو من باب الفتاوى العسكرية العنصرية؟!!