بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي
عندما رفض المجتمع في مدينة تاموورث في ولاية نيو ساوث ويلز منذ سنوات قليلة إسكان عائلة سودانية في المدينة كانت ردّة فعلنا قاسية وعنيفة ضدّ هذا التصرّف العنصري من سكان تاموورث.
وعندما تحدّثت بعض البيانات منذ سنتين عن مواطنين من خلفية سودانية يقومون بأعمال مخلّة بالأمن في بلاكتاون وضواحيها، كانت ردّة فعلنا ذاتها.
وكذلك الأمر بالنسبة لما حدث ويحدث في شوارع ملبورن.. امّا وقد تجاوز الأمر كل حدود وبات يشكّل خطراً على العائلات في فيكتوريا، فلم يعد لدينا من سلاح للدفاع عن المجموعات السودانية التي تنزل بالعشرات الى شوارع ملبورن، تواجه الشرطة وتهاجمها وتثير الشغب والرعب، حتى ان مواطنين كثراً باتوا يخشون الخروج من منازلهم لتناول العشاء في المطاعم.
لقد وفرت الحكومة كل وسائل التأقلم لهؤلاء المهاجرين الجدد من مساعدات اجتماعية الى دورات تعليم اللغة الانكليزية ورغم ذلك فإن ظاهرتهم باتت حالة شبه دائمة في ملبورن مما جعل مجموعات البيض تستنفر وتطالب الحكومة بإعطائها الإذن لكبح جماح هؤلاء لأنه لا يجوز ان تبقى المدينة تحت رحمتهم.
وبالمناسبة هل قرأ هؤلاء السودانيون انه جرت في بلادهم امس وامس الاول تظاهرات الخبز في الخرطوم وام درمان مطالبة بالرغيف وان قوى الأمن غمرت المتظاهرين بمياه الصرف الصحي وهل يكافئون هنا البلاد التي حضنتهم باعمال الشغب؟!
فهل تتحوّل ملبورن إزاء هذه الظاهرة «السودانية» المستشرية الى مجموعة محميات امنية للبيض بحجة الدفاع عن النفس؟