مع نهاية شهر رمضان بدأ المحللون يراجعون حصيلة شهر الصوم الذي شهد موجة من اعمال الارهاب لافتة في عددها وحجمها وعدد ضحاياها…
فشهدت افغانستان اسوأ رمضان منذ 2001 مع موجة من الاعمال الارهابية اللافتة. وسقط عشية عيد الفطر 200 قتيل و700 جريح معظمهم من المدنيين اثر تفجير شاحنة مفخخة جرى تفجيرها في كابول .
وفي مطلع شهر رمضان جرى تفجير شاحنة اخرى مفخخة في وسط كابول ايضاً، استهدفت حي الديبلوماسيين واودت بحياة 150 قتيلاً و400 جريحاً معظمهم من الافغان.
تم فجر 3 انتحاريين انفسهم في الثاني من حزيران خلال جنازة احد القتلى ، فوقع العشرات من الضحايا بين قتيل وجريح.
اما في بلاد الشام فقد وقعت مجموعة عمليات انتحارية، وشنت قوات «داعش» عدة هجمات بسيارات مفخخة، انفجر بعضها داخل العراق وجرى توجيه اخرى الى القوات العراقية التي تضيق الخناق على «المجاهدين» في الموصل.
وفي ريف ادلب قرب الحدود السورية التركية قتل 10 اشخاص وجرح 30 في ثاني انفجار لسيارات مفخخة . هذا الى جانب المعارك المستمرة في سوريا وتدمير الاثار المسيحية والاسلامية على حد السواء.
في لبنان تمكنت مخابرات الجيش والقوى الامنية من اعتقال اكثر من خلية ارهابية كانت تخطط لمجموعة من التفجيرات ضد الجيش وفي اماكن دينية تثير البلبلة في البلاد واستهدف سياسيين ومراكز مدنية وتجارية هامة ودور عبادة.
كما صدّت قوات الجيش عدة محاولات تسلّل داخل الاراضي اللبنانية من الاراضي السورية.
وشهدت مصر سلسلة من الاعتداءات على كنائس، فوقعت عدة تفجيرات في اكثر من مكان. وجرى اعتراض باص ينقل مجموعات مسيحية في زيارة احد الاديرة وقتل ارهابيون 29 شخصاً وجرحوا العشرات.
وتمكنت السلطات المصرية من اعتقال خلية ارهابية خطط افرادها لتفجير كنائس بواسطة احزمة ناسفة وسيارات مفخخة لإيقاع اكبر عدد من الضحايا. وعثر على اسلحة ومتفجرات وقنابل يدوية في اكثر من موقع.
ونجت تركيا من محاولتي تفجير خطّط لها لنشر الرعب وقتل اكبر عدد من المدنيين.
وتجتاح المدن الاوروبية موجة من اعمال الشغب. كما شهد شهر رمضان اعمالاً ارهابية في باريس ومدن اوروبية عديدة.
لكن مدينة لندن كانت مسرحاً لعدة هجمات ارهابية اتخذت شكل دهس مواطنين بسيارات وشاحنات، وقيام مجموعة من 3 اصوليين بطعن المارة بطريقة عشوائية وسجل وقوع ما يزيد على 50 قتيلاً وعشرات الجرحى في هذه الحوادت.
اللافت انه للمرة الاولى يقوم مواطنون بريطانيون بردود فعل مماثلة للمهاجمين. فوقع 3 حوادث صدم بسيارات، الاول لمصلين قرب مسجد، الاسبوع الماضي والآخر لمجموعات مسلمة تحتفل بعيد الفطر في مدينة نيو كاستل، كان قسم منهم يؤدون صلاة الظهر فيما يحتفل الآخرون بالعيد والاخيرة وقعت اول امس عندما صدمت شاحنة مجموعة مصلين.
الامر الأخير الذي يثير الانتباه هو التفاوت في ردود الفعل الاوروبية. بعض الحكومات ووسائل الاعلام تتخذ موقف المدافع عن ممارسات بعض اللاجئين وتعتم على الاعتداءات المتكررة التي تقع في معظم المدن الاوروبية. وكأن المقصود هو عدم السماح بوقوع نزاعات اهلية بين المواطنين، او على الاقل تأجيل انفجار الأزمة لزمن آخر في المستقبل. لذا تكرّر انجيلا ميركل انه يتوجب على الشعب الالماني القبول بالتغييرات الديمغرافية الحاصلة داخل المانيا، فيما اتهم رئيس وزراء كندا جايسوت ترودو المسيحية بالعنصرية. ونقل الملامة للتعديات الى اسباب لا علاقة لها بالاسلام الاصولي. وبدا للشعب الاوروبي ولاسباب عديدة انه غالباً ما يجري ملاحقة المعتدى عليهم والتساهل مع المعتدين وتسبّب هذا الواقع بقيام شرخ بين المجتمع المدني الاوروبي والطبقة الحاكمة. وقامت الشرطة بمداهمة 36 منزلاً بتهمة الترويج للكراهية في المانيا…
واستفاد الاوروبيون من وسائل التواصل الاجتماعي ليوجه بعضهم دعوات للمجتمع المدني بضرورة الاستعداد والتجمع والتنسيق لمواجهة الموجة الاصولية ومساعي فرض الشريعة الاسلامية وتغيير النظام. وبدأنا نسمع نداءات للعودة الى قيام حملة صليبية معاكسة. بينما رفضت 3 دول اوروبية، وفي طليعتها بولندا، طلب الاتحاد الاوروبي بضرورة استقبال اللاجئين المسلمين. وفضلت بولندا تحمل كل العواقب، وقد يكون الانسحاب من الوحدة الاوروبية هو احد الخيارات، مقابل عدم الرضوخ لضغوطات وتوصيات المجلس الاوروبي.
وقد تكون حوادث دهس المسلمين في انكلترا مؤشراً لبداية تحوّل في الموقف الشعبي، وهو استمرار لقرار الانسحاب من الاتحاد الاوروبي بغية معالجة ازمة اللاجئين والمخاطر التي تشكله على الوضع الداخلي في المملكة المتحدة خاصة ان رئيسة الوزراء تيريزا ماي قد تعهدت بوضع شرعة حقوق الانسان جانباً. .
< الارهاب يطرق ابواب مكة وطهران
وفيما تسعى ايران الى ربط طهران ببغداد والشام وبيروت والوصول الى البحر المتوسط، تسعى السعودية السير بالاتجاه المعاكس واستهداف ايران التي بدأت تهدد وحدة الانظمة العربية، خاصة الخليجية، وتهدّد اسرائيل بواسطة «حزب الله» الذي اصبح يقلقها ويشكّل خطراً على سلامتها. ويخشى مراقبون ان يؤدي اي صدام عسكري بين حزب الله واسرائيل الى جرّ المنطقة الى نزاع اقليمي وربما حرب عالمية.
ونتيجة لهذا الواقع المتأزم، شهدت الاسابيع الاخيرة من شهر رمضان موجة من الاعمال الارهابية داخل ايران. فجرى مهاجمة البرلمان والقيام بعمليات تفجير ارهابية وصدامات مسلحة بين الحرس الثوري وارهابيين قيل انهم تابعون لداعش كانوا يستهدفون مواقع دينية شيعية.
وجاء الرد، (ايضاً من «داعش»؟) باتجاه الحرم المكي، عندما اعلنت المملكة العربية السعودية انها تصدت لمحاولة ارهابية فاشلة استهدفت الحرم المكي. واتهم الازهر ان مَن يحرّك هذه المجموعة لا يريد الخير للاسلام والأمة الاسلامية. كما وجهت السعودية اصابع الاتهام الى ايران التي تسعى للسيطرة على الدول العربية. وبدت الازمة القطرية كتعبير للرفض العربي السني لتمدّد النفوذ الايراني في المنطقة. وبرز نشوء تحالف عربي سني لمواجهة النفوذ الايراني. ولا يستبعد ان تكون المواجهة عسكرية خياراً مستقبلياً.
< مؤشرات حول نشوب حروب اهلية.
في خريف 2015 اعلنت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل قاذلة «ان لديها خطة» بشأن اللاجئين. وتبين لاحقاً ان الخطة التي تحدثت عنها ميركل تقضي باغراق اوروبا باللاجئين. وكُشف عن وجود اتفاقية مع تركيا تقضي باستيعاب اكبر عدد منهم وتوزيعهم على دول الاتحاد الاوروبي، وترتيب استيعاب المزيد من المهاجرين في اوروبا كاملة.
وتبين ان ميركل تسعى الى تنفيذ خطة «جورج سوريس» التي تهدف الى اغراق اوروبا بالمهاجرين المسلمين. لهذا تنتقد ميركل رئيس المجر، فيكتور اوربان وتسعى الى ارغام حكومة بولندا على قبول اللاجئين المسلمين تحت حجة «خلق مجتمع متعدّد الاعراق والحضارات» لأن اوروبا ملزمة بقبول اللاجئين طالما لا تنعم سوريا والعراق بالاستقرار.
خطة ميركل ليست خطة المانية بحتة بل هي صادرة عن شخصيات سياسية اميركية واوروبية تنتسب للحكومات السرية التي تحكم العالم بالتعاون مع منظمات دولية وموسسات غير حكومية مثل Mereator ومؤسسها جورج سوريس ومؤسسة Rockefeller.
واكدت مصادر المانية ان ميركل تنتمي كالرئيس الاميركي السابق جورج بوش الى المنظمة السرية Skull and Bones التي تدعم فكرة الشرق الاوسط الجديد وتفرض على دول شرق اوسطية ومنها لبنان على قبول تجنيس اللاجئين السوريين.
ومع مرور الوقت وتصاعد حجم الدعوات التي يطلقها علماء مسلمون يعملون ضمن هذه الخطة لفرض الشريعة الاسلامية واستبدال النظام الديمقراطي، بدأ عدد المناطق الخارجة على سيطرة الدولة يتكاثر.
في السويد يوجد الآن 61 منطقة اسلامية خارجة على القانون، في فرنسا 75 منطقة كما هي الحال في بريطانيا وبلجيكا وغيرها.
مفوض الشرطة في السويد يعلن عبر التلفزيون الوطني ان القوات السويدية اصبحت غير قادرة على فرض القانون ويطالب المجتمع السويدي لدعم المؤسسات الامنية. ويفهم من هذا الكلام الدعوة غير المباشرة لحمل السلاح.
كذلك ظهرت مجموعات في بريطانيا تدعو المواطنين البريطانيين للاستعداد الى مواجهة المد الاسلامي ورفض تغيير النظام العريق والحضارة الانكليزية. وتطرح بعض وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي دعوة السكان الى الالتحاق بمنظمة فرسان الهيكل The Templars التي لعبت دوراً خلال الحروب الصليبية.
كذكل ترتفع اصوات في فنلندا تدعو الى مقاومة اسلمة البلاد. وتذكر هذه الاصوات ان سكان فنلندا قاوموا الاحتلال الشيوعي الذي استعبدهم وسبي نساءهم واطفالهم وان الشعب الفنلندي مدعو الآن الى مواجهة الاحتلال الاسلامي الجديد.
وفي كندا ترتفع اصوات تعارض طروحات وسياسة رئيس الوزراء جاستين ترودو الذي يبرّر سياسة حكومته لقبول اللاجئين تحت بضعة شعارات، ومنها التالية: «ان قتلت عدوك، فهو المنتصر ، وان كندا قوية الآن بسبب المسلمين، والتنوّع يمنح القوة للبلاد وان المسيحيين في كندا هم اسوأ مكوّن اجتماعي في البلاد…»
ترودو ليس بعيداً عن التنظيمات السرية التي تسعى الى تدمير اوروبا من خلال النزاعات الاسلامية المسيحية. لذا ظهرت في كندا نفسها مجموعات تدعو الى التدريب على السلاح وتأسيس تحالفات قومية ضد اللاجئين المسلمين.
يوماً بعد يوم يزداد المجتمع الاوروبي انقساماً وتشدداً وعداوة وكراهية للاجانب، كما ترتفع حدة الانقسامات والتحديات في الشرق الاوسط على خلفية الارهاب الداعشي العبثي والانقسامات السنية الشيعية او العربية الايرانية. كما يرتفع منسوب المواجهة العسكرية بين الولايات المتحدة وشركائه من جهة وروسيا والدول الحليفة من جهة اخرى.
المشكلة في الغرب ليست في قبول اللاجئين المسلمين، فهذا جزء من المشكلة الكبرى ومظهر من مظاهر المرض الذي يضرب المجتمع الاوروبي بأسره، والذي يعاني من ظاهرة القبول والتساهل مع ما هو شر والانحدار الخلقي الناتج عن موجة الالحاد والمادية وتجاهل المسيحية وبطلان دورها في المجتمع، كما ظهر ايضاً في آحر احصاء في استراليا.
حيثما تنظر الآن في اوروبا تجد كنائس واديرة قديمة شبه مهجورة وغياب الدعوات الكهنوتية وعدم ممارسة الشعائر الدينية وعدم الالتزام بالتعاليم الكنسية. لقد كفر الغرب الاوروبي وهو يرفض الآن الاعتراف بالعناية الالهية وعمل الله في احداث وصناعة التاريخ.
ان ما يحدث اليوم، شرقاً وغرباً هو نتاج مؤامرة شيطانية، لا تريد سوى الموت والدمار للجميع…!!!
ربما اقترب موعد مجيء المسيح الدجال الذي يعمل لصالحه قيادات سياسية مؤثرة في القرارات الدولية. واهم قرار نعيشه الآن هو دمار الاديان عن طريق ضرب الاسلام بالمسيحية… انها مسألة وقت. بعد ان جرى اعداد الظروف والعناصر والبنية التحتية لاحداث انفجار كبير…!!