بقلم هاني الترك OAM
رست سفينة المكتشف الفرنسي لا بيروز على شاطئ بوتاني باي بتاريخ 24 كانون الثاني عام 1788 والتقى الكابتن آرتر فيليب قائد الاسطول الانكليزي الذي رسى سفنه على شاطئ بوتاني باي في ذات التاريخ وابحر بعد ذلك فيليب الى بورت جاكسون اي سيدني كوف. وبعد ان سلم لا بيروز اوراقه وملاحظاته في الرحلة الاستكشافية التي بلغت استراليا وعلى اسمه اطلق اسم لا بيروز على المنطقة المعروفة في سيدني عاد ادراجه وابحر عائداً الى بلده ولكن سفينته اختفت تماماً.. وعام 1826 عثر على ركام السفينة.
وبعد مرور قرنين وربع قرن على وصول المكتشف لابيروز بدأ الفرنسيون يغزون استراليا من جديد ضمن الغزو الاوروبي لها. فقد وصل الى استراليا خلال ثلاثة اشهر من العام الحالي 26،000 فرنسي وضعف العدد منذ عشر سنوات.
ان الفرنسيين لا يهوون الهجرة اذ يعتزون بثقافتهم العريقة والمدافعين عن لغتهم الفرنسية الجميلة حتي انهم كانوا يختارون مستعمراتهم.. وحينما بلغ لا بيروز بوتاني باي قبل الكابتن آرتر فيليب لم يضع العلم الفرنسي على تربتها ولكن كان مشغولاً بكتابة ملاحظاته التي وصلت اخيراً الى باريس ولندن مع انه من المفترض ان يكون قد مات غرقاً مع سفينته اذ عثر على ركام السفينة بعد حوالي 60 عاماً.
ويعيد الفرنسيون اكتشاف اتصالهم باستراليا حتى ان كتاب المؤلف الفرنسي بيل بروسيون عن استراليا اصبح معروفاً في فرنسا والذي يحمل عنوان Down Under اي استراليا.. والتي تعنى آخر مقلب في الدنيا والتي اسماها رئيس الوزراء الاسبق بول كيتنغ بـ «ثقب مؤخرة العالم».
والواقع ان الفرنسيين اصبحوا يخرجون الى العالم بأعداد كبيرة اذ ان الضريبة في فرنسا عالية ونسبة البطالة مرتفعة.. حتى ان الرئيس الفرنسي طلب على المذياع من الفرنسيين الهجرة الى استراليا مع ان فرنسا تحبهم كما قال.. واصبح الفرنسيون يأتون للحصول على الوظائف في استراليا حتى الزواج للاستقرار.. لقد تغير العالم فقد تحولت استراليا Down Under من آخر مقلب من العالم الى اول دولة في العالم.