أمهر جرّاحي العالم في زرع الأطراف الإصطناعية زار موطنه الأصلي العراق
الطبيب لأسترالي منجد المدرّس للعبادي: مستعد لزراعة الاطراف الالكترونية لجرحى المقاتلين
عاد من العراق منذ أيام الأخصائي العالمي في زرع الأطراف الاصطناعية الطبيب منجد المدرّس بعد زيارة الى العراق اصطحب فيها وفداً طبياُ على نفقته الخاصة للوقوف على حاجات بلاده في مجال زرع الأطراف.
وابدى المدرّس أثناء لقائةرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي استعداده لاجراء المزيد من العمليات والتدريب للمقاتلين الجرحى داخل العراق.
وقال بيان لمكتب رئيس الوزراء العراقي : إن « العبادي استقبل الطبيب العراقي المغترب الأخصائي منجد المدرس، وأثنى على استعداده لإجراء المزيد من العمليات والتدريب للمقاتلين الجرحى داخل العراق، في مجال تخصصه في جراحة العظام والمفاصل وزراعة الأطراف الالكترونية، كما تم منحه شهادة تقديرية تكريمًا لجهوده» .
وأشاد العبادي بكفاءة الأطباء العراقيين ومواقفهم الوطنية والسمعة المهنية، التي يتمتعون بها بين أقرانهم في بقية دول العالم، وأكد حيدر العبادي وفقًا للبيان» إن توجهنا ينصب على جلب التقنيات الطبية الحديثة، إلى داخل العراق لمعالجة جرحى القوات المسلحة، والمدنيين من ضحايا الاعتداءات المتطرفة، وبالاعتماد على الكوادر الطبية العراقية».
ولجأ المدرّس الى أستراليا عبر أحد القوارب بعد رفضه أوامر رئيس النظام السابق صدام حسين بقطع آذان الجنود المتخلفين عن الخدمة العسكرية، واضطر الى الهروب عبر رحلة «مذهلة» ومحفوفة بالمخاطر ليتحول من لاجئ مرهق وخائف الى أشهر جراح في استراليا والعالم.
ويقول المدرّس ، إنه اختبأ لمدة خمس ساعات في حمام المستشفى الذي كان يعمل فيه قبل أن يهرب من العراق ويلجأ لأستراليا، وذلك بعد التهديدات التي تلقاها من «أتباع نظام صدام، إثر رفضه قطع آذان المتخلفين من الخدمة العسكرية في أواخر القرن الماضي».
والمفارقة أن هذا الطبيب الذي فرّ من الظلم والاضطهاد في ظل حكم صدّام حسين، بات اليوم، أكبر خبير عالمي في زرع الأطراف الاصطناعية للمصابين.
وأوضح المدرس أنه تلقى التهديدات عقب رفضه إطاعة أوامر صدرت عن صدام لتنفيذ عمليات بتر آذان الجنود العراقيين الذين كانوا يهربون من الخدمة العسكرية، وهي ظاهرة انتشرت في العراق عقب إرسال صدام جيشه لغزو الكويت، حيث نفذت عمليات بتر الآذان في الكثير من الجنود العراقيين الذين حاولوا الهرب.
وروى المدرس ، أن رجال الأمن جاءوا إلى مستشفى في بغداد كان يعمل فيه، وخيّروه بين أمرين، إطاعة الأوامر أو الإعدام، لكنه اختار طريقا ثالثاً بالهرب من العراق.
وقال إنه وصل إلى أستراليا متسللاً مثل الآلاف وربما الملايين من اللاجئين الهاربين من جحيم أوطانهم، فوقع في قبضة الشرطة وزُج به في معسكر اعتقال للاجئين الأجانب لمدة عشرة أشهر، قبل أن يُسمح له بالإقامة والعمل في أستراليا، لتكتشف السلطات الأسترالية لاحقا أن المدرس منح أستراليا في المقابل شهرة عالمية فريدة من نوعها، من خلال عمله كاختصاصي في تركيب الأطراف الاصطناعية للمصابين.
وبرز اسم المدرس في العقد الأخير كخبير عالمي في مجال تخصصه، عندما اخترع طريقة جديدة للحم الأطراف الاصطناعية المصنوعة من مادة التيتانيوم التي يُركبها للمصابين مع العظم البشري، ما يمنح المصاب القدرة على الحركة بحرية أكثر والشعور بأنه إنسان طبيعي.