بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي
ماذا يفيد القضاء على «داعش» في ظلّ استمرار خطباء المنابر الرسمية في بث الفكر الداعشي؟ ففي الاسبوع الماضي تناوب شيوخ كبار بين مصر والعراق على استعادة زمن «دفع الجزية وتكفير المسيحيين».
فالشيخ المصري سالم عبد الجليل طلع عبر احدى الفضائيات معتبراً المسيحية «عقيدة فاسدة» وان المسيحيين كفرة، ولا ننسى ان الشيخ عبد الجليل هو وكيل وزارة الاوقاف السابق في مصر.. في وقت يسعى الرئيس السيسي لترسيخ اسس المواطنة والتعايش والسلام!؟.
وفي العراق طلع رئيس الوقف الشيعي بموقف تصعيدي آخر حين دعا الى وجوب القتال لإدخال النصارى واليهود في الإسلام، وفي وقت تتعرّض فيه العائلات المسيحية لاضطهاد وترحيل قسري على يد الداعشيين نرى ان هناك من يلاقيهم على المنابر الكبرى.
فحين يدعو شيخ مسؤول الى قتل المسيحيين، نرى ان لا مستقبل لهؤلاء في حال رحلت «داعش» ، ولن يكونوا افضل حالاً؟
ماذا ننتظر اذا كان علماء الدين ما زالوا يلهجون بهذا الخطاب التعبوي: «دفع الجزية او القتل»!
ماذا سيحل بالشرق اذا استمرت هذه الافكار السوداوية، ألا يكفي العراقيين والسوريين واللبنانيين والمصريين ما عانوا ويعانون نتيجة الاحقاد الطائفية والمذهبية؟!
إنهم رجال دين مسؤولون وعلى المسؤول ان يتحلّى بما يفقده الانسان العادي وليس ان يصبّ الزيت على النار؟؟.