في منطقة العريج جنوب شرقي الموصل قرب بلدة حمام العليل، والتي يقع فيها مخيم للاجئين الهاربين من المدينة، تقع مقرات استخبارات الشرطة الاتحادية ووحدة الرد السريع التابعتين للجيش العراقي، وإلى هذه المقرات يتم إحضار كل من يشتبه بانتمائه الى تنظيم «داعش» من الفارين من الموصل، وفق ما أكد مواطنون اعتقلوا من جانب جهازي الأمن هذين وأفرج عنهم بعد أن ثبتت براءتهم، وهم يقيمون اليوم في مخيمات اللاجئين في محيط الموصل، وطلبوا عدم الكشف عن هوياتهم.
ووفق المفرج عنهم، تعتمد الجهتان على شبكة من المخبرين من أبناء الموصل يسمون «متعاونين»، وهم على ما يبدو كثر ويبلّغون عن وجود مطلوبين. وغالباً ما تتم عمليات التوقيف بحضورهم، ويمكن تمييزهم عن بقية العناصر «لأنهم يكونون ملثمين». ويرجح صحافي من الموصل أن يكون هؤلاء المتعاونون من أهل الموصل الذين كانوا على علاقة بالأجهزة الأمنية أثناء سيطرة «داعش» على المدينة.
وتتم عمليات المداهمة ليلاً، وغالبيتها تستهدف نازحين في مخيم حمام العليل أو بعض المنازل المتفرقة في البلدات القريبة التي يسكنها لاجئون ممن يُعتقد بأن لهم علاقة بـ «داعش». وأكد اثنان ممن التقتهم «الحياة» أن عمليات الوشاية تتم في الكثير من الأحيان على نحو عشوائي وانتقائي، وأن عدداً ممن اعتقلوا أُفرج عنهم بعد أيام قليلة من اعتقالهم. علماً أن تعريف المتعاون مع «داعش» قد يشمل، وفق المخبرين، حافري الخنادق، وهؤلاء يبلغ عددهم مئات من شبان المدينة أجبرهم التنظيم على المشاركة في حفر الخنادق في أحياء القسم الأيمن من الموصل.