بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي
كلهم مختلفون، على القانون الانتخابي، على الموازنة، على سلسلة الرواتب وعلى فرض ضرائب جديدة.. بعد ثلاثة اشهر من كبت الخلافات سرعان ما ظهرت الى السطح : الرئيس برّي «طرّاها»مع قانون الستين بعدما كان مستحيلاً. الوزير باسيل يغمز من قناة «الارثوذكسي»بعدما كان مبعداً. رئيس الجمهورية ينتظر تحقيق اي خطوة نوعية يعلنها للناس.. كل الفضائيات اللبنانية، كل الصحف، كل الاذاعات او معظمها تتحدّث عن الفساد وعن العجز في مكافحته، علماً انه واضح كعين الشمس من المطار الى المرفأ الى التلزيمات المشبوهة الى الفضائح التي باتت تظهر في الوزارات الخدماتية.. وسائل الاعلام تضع كاميراتها على الجرح، والمعنيون صامتون، كأن الطير على رؤوسهم.
الاعلام الموالي للعهد يكاد يقف في صف المنتقدين، فهو يحاول التفتيش عن عنوان نوعي يطلّ به على الناس ولكن عبثاً، كأنهم جميعاً متفقون على تنظيم الخلاف وإخفائه ولملمة الامور قدر الامكان.. ولكن ما يمكن اخفاؤه ثلاثة اشهر لا يمكن اخفاؤه ستة أعوام.
المواطن يريد شيئاً، ايّ شيء خطوة، مبادرة او صدمة ايجابية!
السياسيون مختلفون، والمواطنون ينتظرون وجراد الفساد يأكل الأخضر واليابس من تاكسي المطار الى الحوض الخامس.