bookيحمل الدكتور عبد المجيد وهبي بين راحتيه كتاباً يورّخ لحقبة دامغة من تاريخ لبنان ساحتها الجنوب اللبناني وأبطالها يجسّدون كلّ ما عانى منه اللبنانيون غداة العدوان الاسرائيلي على الجنوب سنة 2006 مع ما تبع ذلك من دمار وتهجير وموت وتشتّت عائلات.
وكتاب «رحلة العمر» الذي سيوقعه الدكتور وهبي في بكسلي مساء هذا الأحد هو مرآة حقيقية تعكس الحالة الدرامية التي أصابت الجنوبيين وتشظّت الى كل لبنان.
أنهى الدكتور وهبي دراسته في ثانوية صور الرسمية ثم انتقل الى فرنسا وتابع اختصاص الطب العام في ?جامعة تولوز قبل أن يتخصص في الجراحة العامة التي مارسها في لبنان لمدة ?عشر سنوات قبل أن يعود الى باريس لمتابعة الاختصاص في أمراض وجراحة الثدي سنة 1998، ?ويشمل هذا الاختصاص الأمراض  السرطانية وتشخيصها، ولديه مركز لتشخيص أمراض الثدي من أشعة وصور شعاعية وصوتية وإجراء الخزعات ، ولدى الدكتور وهبي أجهزة لاكتشاف ترقّق العظم المبكر وهولا زال يمارس هذا الاختصاص في ?عيادته في منطقة كنيسة مار مخايل وفي عدة مستشفيات في بيروت.
 يمارس  الدكتور وهبي ? الكتابة منذ كان على مقاعد الدراسة، ولديه كتابات كثيرة معظمها من النوع الأدبي احتفظ بها على ?جهاز الكمبيوتر. وكتب سنة 2013 كتابة «رحلة العمر» مع تعديلات واضافات بعد هذا التاريخ، فقد «قرأها احد الأصدقاء وأعجب بها و تمنى علي أن أنشرها».
– يلاحظ أن عنوان القصة يوحي أنها سيرة ذاتية لكن المضمون ليس كذلك:

عنوان القصة يجعلك تعتقد أنها سيرة ذاتية، ولكن ما كتبتُه يمسّ كل شخص خاصة وأني إبن البيئة التي كتبت عنها.
تلاحظ مثلاً أن الأب لم يجد عملاً في لبنان واضطرّ الى السفر.
الرحلة الثانية هي الحروب والمآسي التي مرّ بها لبنان واضطرت الناس لأن يحملوا ماضيهم ويرحلوا في هجرة داخلية.
ثمّ كان التهجير الثاني عبر التبنّي في فرنسا.. وفي نهاية الأمر كلنا تهجرنا وهُجِّرنا.
فالطفلة ميرا وجدت عائلة فرنسية تحتضنها ولكن هناك كثيرون لم يجدوا من يحتضنهم.
ثمّ كان لقاء العائلة، هل هو القدر،أم أنها مشاعر الأبوة والحاسة السادسة؟!.
وكون الدكتور وهبي طبيباً جرّاحاً فهو برع في توصيف الجرح اللبناني وجعل القارئ ينتقل معه من محطة الى أخرى بشغف دائم وصولاً الى نهاية القصة.