الرئيس السابق للتجارة والشؤون الخارجية بيتر فارجيز خلال جلسة استماع للجنة التقييم في مجلس الشيوخ في كانبيرا، دعا الحكومة للتخفيف من المخاطر والبحث عن فرص ديبلوماسية جديدة بعد فوز الرئيس المنتخب دونالد ترامب. وقال انه ليس واضحاً بعد ان كان الرئيس ترامب سوف يحافظ على العناصر الاساسية للسياسة الخارجية للولايات المتحدة. ولفت ان ادارة ترامب قد تعقد العلاقات الاسترالية مع الصين. وعلّق بيتر فارجيز محذراً ان انتخاب ترامب سوف يدفع استراليا نحو مياه غير آمنة. وقال انه يتوجب علينا ضبط العناصر الاساسية لسياستنا ان كانت ايام التفوق الاميركي قد اصبحت معدودة، وانا لا ابشر بذلك.
وكان بيتر فارجيز قد القى محاضرة في المعهد الاسترالي للشؤون الدولية بعد ان دعت وزيرة الظل للشؤون الخارجية باني وونغ الى اعادة تقييم تحالف استراليا مع الولايات المتحدة واصفة انتخاب ترامب انه نقطة تحوّل في السياسة الاميركية.
وقال فارجيز ان استراليا هي في مواجهة تغييرات هامة ستكون بمثابة اختبار لقدرة الحكومة على الابحار في لجة عالم اكثر تعقيداً. وعلى استراليا ان تختار طريقها، ليست بالضرورة الانطلاق وحيدة او التراجع الى الوراء او بالانعزال والتلهي بنقاشات حول التبدلات المناخية. او حول اعتماد سياسة خارجية مستقلة. علينا ان نبني العلاقات والأسس والمؤسسات التي بمقدورها التعويض عن الوحدة.
وكان رئيس الوزراء مالكولم تيرنبل قد سارع لطمأنة الشعب الاسترالي ان الولايات المتحدة سوف تحتفظ بوجودها في منطقة آسيا – الباسفيك، لأن في ذلك ضمان لمصالح الولايات المتحدة نفسها.
غير ان بيتر فازجيز علّق قائلاً انه ليس واضحاً ان الرئيس ترامب سوف يحافظ على اسس السياسة الخارجية للولايات المتحدة، خاصة ان العديد منها يتلاءم مع المصالح الوطنية لاستراليا.
وقال ان البعض سارعوا في اصدار احكام منذ انتخاب ترامب، لكن بالواقع يجب علينا التروي قبل اصدار اية آراء نهائية وعلينا الانتظار لمعرفة النتائج. وقال انه بالامكان ان نرعب انفسنا، لكن هذا لن يحقق شيئاً ايجابياً لنا.
وطالب فارجيز المسؤولين الاستراليين الا يكونوا محدودين في آرائهم وتوقعاتهم وغير عاطفيين في فهم التبدلات الجيوسياسية، بل علينا النظر الى مصالحنا الوطنية بتجرد . ولفت ان استراليا ليس دولة عظمى لكن لدينا مصالح عديدة على المستوى العالمي. واكد ان الصين والولايات المتحدة ستبقيان دائماً المركز الاساسي لمصالحنا، لكن يجب علينا اللجوء الى توزيع المخاطر والبحث عن فرص اخرى. وقال فارجيز انه من السهل على ترامب ان يعقد العلاقات الاسترالية مع الصين. وحذر خبراء عسكريون ان انتخاب ترامب قد يكون له عواقب وخيمة على المصالح الأمنية لاستراليا. وعقب هؤلاء انه في حال تابعت الصين رفض التزاماتها الدولية القانونية بشأن البحر الجنوبي للصين، سيصبح من الصعب على استراليا ان تحافظ على متابعة صيانة  مصالحها الاقتصادية والتجارية مع الصين والالتزام بمصالحنا الاستراتيجية مع الولايات المتحدة في نظام واسس مبنية على القوانين الدولية.