الى الحد الاقصى ارتفعت بورصة أسهم انتخاب رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون رئيسا للبنان. وما الغاء الوزير جبران باسيل سفره الذي كان مقررا الى استراليا في زيارة تستغرق عشرة أيام، لمواكبة التطورات المتعلقة بترشيح عون لرئاسة الجمهورية ولاستكمال اتصالاته السياسية قبل جلسة الانتخاب- الا المؤشر في اتجاه تعاظم حظوظ عون.
ونقلت قناة الـ«LBC» عن أوساط مطلعة ان اعلان رئيس تيار المستقبل سعد الحريري عن دعمه لترشيح عون للرئاسة سيتم ، الا ان الاوساط لم توضح شكل هذا الاعلان.
والى الحد الأقصى أيضا ارتفع منسوب الغضب لدى الفريق المناهض لهذا الانتخاب وفي مقدمه رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي فتح نيرانه السياسية على التسوية التي، ان تمت، ستنقله الى مقلب أشد أنواع المعارضة.
والمواجهة العلنية بين بري من جهة وعون والحريري من جهة أخرى على خلفية الملف الرئاسي، لم تعد على ما يبدو محصورة بالنطاق السياسي، بل اتخذت أبعادا مذهبية أكبر وقعا، وهو ما تجلى في موقف للمعاون السياسي لبري وزير المال علي حسن خليل عالي السقف قال فيه «نحن اليوم امام ثنائية مسيحية ? سنية شبيهة بتلك التي قامت عام 1943، وسنواجهها»، واعلن خليل أن كتلة «التنمية والتحرير» لن تقاطع الجلسة الرئاسية، لكنها ستصوّت ضد العماد عون وتنتقل الى المعارضة، مضيفا «سنصوت ضد عون لكن سيكون رئيس المجلس أول من يهنئه بالفوز»، مشيرا الى ان النائب فرنجية كان يضعنا قي كل تفاصيل التفاهمات مع الحري مبلغا حلفاءه وخصومه هذا القرار المنتظر إعلانه ، فيما اندفع رئيس البرلمان نبيه بري بمعارضته هذا الترشيح، إلى حد اعتباره «وصفة تخريبية»، محذرا من «حرب أهلية» جراء الاتفاق بين من سمتهما مصادره «حليف إيران وحزب الله الوثيق (عون) وخصمهما اللدود (الحريري)».
ورأت مصادر رئيس البرلمان في مسار الأمور الأخير «تحالفا مريبا» وأنه «أصاب لبنان باختلال كبير وعرضه لخلط أوراق واسع إلى حد التهديد بانزلاق لبنان نحو الفوضى السائدة في المنطقة». وقالت إن الفريقين (الحريري وعون) انقلبا على الحوار الوطني والمؤسسات واتفاق الطائف». وأكدت المصادر أن بري وفريقه ينظرون إلى الأمر «بريبة كبرى لأن الطرفين (عون والحريري) لا يزالان رأس حربة، واحد (الحريري) بالتصدر لإيران وسوريا، والثاني (عون) بدعم إيران وبشار الأسد». وخلصت المصادر إلى أن الأمر «وصفة لتخريب البلاد».

وضم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط صوته الى صوت بري في رفض التفاهمات التي قد تكون تبرم تحت الطاولة، حيث قال عبر تويتر «على سبيل التذكير هناك كتلة نيابية متنوعة -من حزبيين ومستقلين واصدقاء- لها رأيها الى جانب رأي رئيسها، «اللقاء الديموقراطي» اول من رشح هنري حلو لرئاسة الجمهورية، وليس اللقاء الديموقراطي قطيعا من الغنم، على الرغم من محبتي لهذا الحيوان الاليف والمظلوم. لذا، وان كانت الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد تقتضي تسوية استثنائية، حبذا لو أخد في الاعتبار رأي هذا اللقاء المتنوع والديموقراطي».