بقلم زهير السباعي

ماكانت معركة حلب الكبرى لتبدأ لولا فشل الإنقلاب العسكري في تركيا وتدهور العلاقات التركية الامريكية والاوروبية الذي دفع باردوغان بالتوجه الى موسكو بوفد وزاري وعسكري ومخابراتي حيث توجت هذه الزيارة بالنجاح وتم فتح خط ساخن واحمر بين اردوغان وبوتين تلا ذلك تحرك ايراني باتجاه انقرة فحل ظريف ضيفاً على نظيره شاويش اوغلو حيث اتفقا الجانبان على وحدة وسيادة الاراضي السورية، هذه التطورات السريعة لم تكن متوقعة لولا فشل الانقلاب العسكري بتركيا والتي خرجت بموقف قوي يعتبر أقوى المواقف بتاريخ الثورة السورية وعزز موقف اردوغان في السلطة، تركيا لم تغير موقفها الثابت تجاه النظام السوري وأيضاً روسيا ليست متمسكة ببقائه لكنها اي روسيا تريد الحفاظ على مصالحها من خلال جهة قوية تضمن لها ذلك ومعركة حلب ستجبر الروس والايرانيين على تغيير استراتجيتهم في سورية
قبل عدة أيام كان ديمستورا ينادي بهدنة تعم جميع أنحاء سورية بإستثناء حلب لمعرفته بأن الحصار الجائر والظالم الذي فرضه النظام السوري على حلب سيؤتي أُكله واللاعبان الدوليان روسيا وامريكا يعملان على تجهيز طاولة المفاوضات لفرض حلولهم على المقاومة السورية لكن خيب القدر آمالهم وذهبت خططهم أدراج الرياح، فشباب سورية وأطفال الدواليب خرجو من تحت الأنقاض والركام والدمار وقلبو الطاولة على اللاعبين والمتلاعبين بمصير الشعب السوري ومستقبله وفتحو معركة حلب التي هي بمثابة المقدمة لأم المعارك الكبرى
الإنتصارات السريعة للمقاومة السورية أذهلت الجميع وأحدثت صدمة عميقة في نفوسهم وخصوصاً داعمي النظام السوري الذين نادو بهدنة ولو لمدة ثلاث ساعات ليستطيع النظام السوري التقاط انفاسه وتجميع الفارين مع العلم بأن الجميع وقبل بدء معركة حلب كان يطالب بالهدنة وممرات آمنة ولكن لاحياة لمن تنادي
اليوم يطالبون بهدنة لحماية المدنيين بربكم متى كان للمدنيين قيمة عندكم؟ ألم يكن المدنيين والنساء والأطفال والأسواق الشعبية والمشافي وقافلات الإغاثة أولى ضحايا القصف الروسي؟ إنكم تبحثون عن فرصة وبغطاء أممي تعيد للظام السوري المنهار تجميع قواه مع مرتزفته للإنقضاض على المقاومة السورية ومنعها من اكتساب ورقة ضغط عسكرية تضعها بيد الهيئة العليا للتفاوض
الإجتماع الأخير للمبعوث الامريكي للشأن السوري مايكل راتني مع وفد الإئتلاف كان بمثابة تهديد ووعيد وتعنيف لجماعة الإئتلاف حيث طلب منهم التواصل مع الروس وصالح مسلم، فهل يعني ذلك إفلاس الادارة الامريكية ؟ كان الأولى ببراتني الاحتفاظ بهذه النصائح-إن صح التعبير- لنفسه، فلا الائتلاف ولا الهيئة العليا للتفاوض تملك القدرة على التحكم بقرار المقاومة السورية وخصوصاً في هذه المرحلة الحرجة والمفصلية من تاريخ الثورة السورية
الروس يريدون الحصول على ضمانات من اي جهة تفاوضية تحفظ لهم مصالحهم وتعطيهم امتيازات لاحصر لها، وصالح مسلم يريد كيان وامارة ذاتية له وخاصة به فوق الاراضي السورية فهل سيوافق الشعب السوري على ذلك؟ ومن يشتري سمكاَ في الماء
أخيراً على المقاومة السورية الثبات والاستمرار بمعركة حلب وعدم الرضوخ تحت أي ظرف بوقف العمليات العسكرية حتى يتم تحرير مدينة حلب بالكامل فالثورة السورية ومصيرها متوقف على معركة حلب ومصير الشعوب العربية متوقف على مصيرالثورة السورية فلتكن معركة حلب هي المقدمة والبداية لأم المعارك الكبرى