بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي

جميل السيد

اللواء جميل السيد ما زال يرى «أن  النصيحة بجمل» لذلك توجّه الى المتحاورين في عين التينة بنصيحة  دعاهم فيها الى الإعتراف والإنصراف:

واعتبر أن المتحاورين  «سيدخلون التاريخ من بابه الواسع إذا هم خرجوا بموقف موحد في نهاية الحوار وقالوا للناس علنا بالفم الملآن:
ـ لقد كان معظمنا شريكا في الحرب الأهلية التي دمرت لبنان، ثم أصبح معظمنا حاكما للدولة منذ نهاية تلك الحرب الى اليوم، بحيث أن الأقل وجودا بيننا في السلطة قد تجاوز حضوره فيها العشر سنوات الى أكثر من ثلاثين سنة.
ـ ونعترف بأننا طيلة تلك المدة قد عجزنا عن ادارة الدولة وجعلناها محميات طائفية ومذهبية استشرى فيها الفراغ والتزلم والتبعية والفساد والصفقات والسمسرات و..
ـ ونعترف بأننا فشلنا في معالجة أبسط احتياجاتكم من ماء وكهرباء ونفايات وغلاء وأسعار وفرص عمل و…
ـ ونعترف بأننا أرهقنا الأمن بمهاتراتنا وتحريضاتنا، وأفسدنا القضاء بتدخلاتنا، ودمرنا الآمال وسببنا الآلام والهجرة بفضائحنا وتجاوزاتنا… وصولا الى قول المتحاورين: نعترف بأننا أصبحنا عبئا عليكم جميعا في مجالات الدولة والسياسة والمعيشة والخدمات والأمن والقضاء والاقتصاد وغيرها،
ونعتبر أنه قد آن الأوان كي يستلم جيل الشباب دفة البلاد،
لقد انتهى دورنا وجاء دوركم…».
وختم السيد أنه «لا خوف على البلد واستقراره من رحيل معظم الطبقة السياسة كونها كانت دائما من عوامل الخلل والاضطراب والفتنة في معظم الأحوال، وأن اتخاذها مثل هذا الموقف التاريخي لن يكون شيئا من نسج الخيال بقدر ما سيكون موضع تقدير من جميع شرائح المجتمع اللبناني، لا سيما لجهة كونه خطوة تاريخية تشكل نموذجا حضاريا تحتذي به الأجيال القادمة في لبنان والبلدان العربية وغيرها»…
انتهت نصيحة السيّد.. قولكم، هل يملك السيّد مرآة في منزله ..ولو وقف أمامها ألا يرى أن كل الصفات التي أطلقها على المتحاورين تنطبق عليه؟ أم أن الجميل – عفواً الجمل، لا يرى حردبّته؟.. ألم يكن هو جزءأ أساسياً من منظومة هؤلاء الذين ينصحهم بالرحيل؟.