يعكف دايفيد كاميرون على كتابة مذكراته التي من المقدّر ان تدرّ عليه 4٫6 مليون دولار، وكان بيل كلينتون بعد تقاعده يعتمد على الخطابات وإلقاء المحاضرات وكان يتقاضى على عدد الكلمات، وكتبت هيلاري كلينتون مذكراتها التي درّت عليها عشرات ملايين الدولارات.
وكان طوني بلير باع آلاف النسخ حول العالم من كتاب مذكراته.
هؤلاء جميعهم خرجوا من المسؤولية دون ان يمتصوا دم الشعب، بل بدأوا حياة جديدة قائمة على رصيدهم السابق، فعملوا رؤساء مجالس ادارة أو مستشارين فخريين لشركات كبرى أو عكفوا على كتابة مذكراتهم أو شاركوا في الندوات.
أمّا في بلادنا ودول العالم الثالث عامة، فلا حاجة للذي يترك السلطة – هذا اذا تركها – كي يقوم بأي عمل لأنه امتص ثروات شعبه دون رحمة.
رغم أن بعضهم لم يستطع التنعّم بهذه الثروات، فصدام انتهى في بئر، والقذافي في عبّارة صرف صحي، ومبارك سجيناً وزين العابدين منفياً.. ورغم ذلك لا يتعلّم الذين لا زالوا أحياء يتمكسون بالكراسي.
هل تذكرون زعيما عربيا واحدا كتب مذكراته!؟ طبعا لا، لأن من تعود على حمل البندقية لا يجيد استعمال القلم.
وهل ننتظر من عمر البشير وعلي عبد الله صالح وبشار الأسد أن يكتبوا مذكراتهم؟
وماذا سيخبرونا، هل عن منازل بلا سقوف أو عن أظفال بلا مدارس أو عن لاجئين ابتلعتهم البحار، وبغير ذلك ماذا سيكتب زعماء العرب في مذكراتهم، وهل تركوا جيلا يقرأ ما يكتبون؟!