رغم انه لم ينقشع الضباب ولم تعرف النتائج النهائية بعد اعلن رئيس الوزراء مالكولم تيرنبل عن فوز الإئتلاف بالانتخابات وتشكيل حكومة جديدة اذ حصل الإئتلاف حتى الآن على 74 مقعداً والعمال على 66 مقعداً وخمسة مقاعد لم يتم الحسم فيها بعد من اصل 150 مقعداً هي عدد مجلس النواب ولا يزال الفرز جارياً فيها وهي كوان في غرب استراليا وهندراش في جنوب استراليا وهيربيرت وفلين وكابريكونيا في كوينزلاند.
واتصل شورتن بـ تيرنبل واعلمه عن هزيمة العمال طالباً منه المضي قدماً ببرنامجه الانتخابي وانه مستعد للتعاون في البرلمان في القضايا ذات ارضية واحدة من اجل تحقيق الاستقرار واعلان فوز الإئتلاف اما بحصوله على 76 او او 77 مقعداً في مجلس النواب او تشكيل حكومة مع بعض النواب المستقلين.
وقال تيرنبل انه سوف يعيد توزيع الحقائب الوزارية ومنح الفرصة لدماء شابة طازجة من الذين ينتمون لجناح اليمين المحافظ في مجلس الوزراء.
وكان قد اجتمع تيرنبل مع زعيم حزب نيك اكسنافون الذي يحمل اسمه وفاز احد اعضاء الحزب روبيكا شاركي بمقعد مايو وقال تيرنبل انه اتفق معه انه في حال تشكيل الحكومة فإن اكسنافون سوف يقدم للإئتلاف الدعم وينضم اليه بشرط تحقيق مطالبه من الإئتلاف.. واتفق تيرنبل مع النائبة المستقلة في فيكتوريا كاتي ماغوان لتقديم دعمها للإئتلاف . وكذلك اعرب النائب من تازمانيا اندرو ويلكي عن تحالفه مع الإئتلاف. واجتمع تيرنبل كذلك مع النائب المستقل بوب خطار واتفقا على تقديم خطار الدعم لحكومة الإئتلاف والتصويت الى صالحه. واستبعد جون هاورد ان تكون زعامة تيرنبل مهددة من سلفه آبوت ونصح هاورد آبوت البقاء في معترك السياسة بعد ان اطاح تيرنبل بزعامته مثلما نصح عام 2009 تيرنبل البقاء في معترك السياسة حينما اطاح آبوت بزعامة تيرنبل لحزب الاحرار. وكانت نصيحة هاورد للزعيمين هي البقاء في الحزب عدم الانشقاق عنه لأن الوحدة هي اهم عامل في نجاح الإئتلاف. ومنح آبوت حقيبة وزارية من اجل وحدة الحزب وارضاء النواب المحافظين في الحزب الذين يتزعمهم آبوت ويكنون التأييد التام لـ آبوت مع ان تيرنبل كان قد صرح قبل الانتخابات انه سوف يبقى الوزراء بمناصبهم ولن يدخل اي تعديلات وزارية ولكن عاد واعلن عن ادخال تعديلات وزارية ولكن عدم اسناد حقيبة وزارية الى آبوت.
وتعهد شورتن بالحفاظ على الميدي كير والتأكيد على ان اولاد الطبقة الكادحة والطبقة الوسطى يتلقون على التعليم من النوعية العالية وحصولهم على التدريب المهني وخلق الوظائف.
وقال تيرنبل ان الشعب قد منح الإئتلاف التفويض الشعبي وسوف يحكم لجميع الاستراليين وشكرهم على التصويت وسوف يعمل على حماية الميدي كير والصحة العامة والتعليم والمضي قدماً تنفيذ تعهده بادخال الحسومات الضريبية على المصالح والمؤسسات.
وتعهد كل من تيرنبل وشورتن باستعمال التصويت الالكتروني من اجل الاسراع في فرز الاصوات.
تعليق من محرر الشؤون الاسترالية هاني الترك
تشير نتائج الانتخابات المتقاربة الى تذمر الشعب من الحزبين الرئيسيين الإئتلاف والعمال ولا يتمتع احدهما بالتفويض الشعبي الكامل اذ تقاسما الاصوات والتأييد الوطني. ومن ثم لدى الحزبين المسؤولية المشتركة لإيجاد الحلول للمشاكل التي تعاني منها البلاد.. فقد ادى التذمر الشعبي منهما الى انتخاب اعضاء في مجلس الشيوخ مثيرين للجدل مثل بولين هانسون وديرين هينش وجاكي لامبي. وعلى عاتق حزب العمال مسؤولية وهو الذي لا يتمتع بالمصداقية الشعبية في ادارة الاقتصاد و لعب دوراً بناءً في المعارضة في عدم عرقلة مشاريع حكومة تيرنبل في مجلس الشيوخ وخصوصاً فيما يتعلق بالموازنة العامة التي تتميز بتقليص الانفاق الحكومي وعدم فقدان استراليا التصنيف الانتخابي AAA.
فإن الناخبين يثقون بالعمال في قطاعي التعليم والصحة ويثقون بالإئتلاف في ادارة الاقتصاد ومن ثم فإن التعاون المشترك بينهما هو المطلوب قبل زيادة الضريبة الاضافية على الميدي كير وهي حالياً 2 في المئة. وخصوصاً ان حزب العمال يريد حماية الميدي كير والإئتلاف يريد تقليص الانفاق الحكومي.. وكذلك يجب ضم رئيس الوزراء الاسبق طوني آبوت الى مجلس الوزراء واسناد حقيبة وزارية هامة له مثل حقيبة الدفاع.. فإن استراليا تمر في ازمة صعبة وعلى الجميع التعاون والتكاتف من اجل خروجها من دوامة الازمة وتحقيق الاستقرار المنشود.