بقلم رئيس التحرير/ انطوان القزي
في الشرع الاجتماعي، يقولون ان الشيطان يسكن في التفاصيل، إلاّ في لبنان، فالشيطان يسكن في العناوين والملائكة تطير في عالم التفاصيل.
نتفق على إقفال ملحمة او صيدلية ونختلف حول السياسة الدفاعية.
نزور القاع ونتفق على دماء الشهداء، لكننا نختلف على الأحياء منهم.
نتفق على حاجتنا للسلاح وتختلف على صلاحيات مدير عام جهاز امن الدولة.
نتفق على محاصرة أشرف ريفي في طرابلس ونختلف على انتخاب رئيس للجمهورية.
نتفق على مطالبة الأمم المتحدة بزيادة دعمها للاجئين ونختلف على استخراج الغاز الذي سبقتنا اليه اسرائيل.
نتفق على ادانة مراقب هرّب اسئلة الامتحانات ونختلف على محاكمة مدير الاتصالات الذي اهدر مئات ملايين الدولارات.
نتفق على خوض معارك المخاتير والنواطير ونختلف على وضع قانون انتخابي.
نتفق على رفع اعلام المانيا او فرنسا او اسبانيا على شرفاتنا في بطولة يورو 2016 ونختلف في مشاهدة مباراة بين الحكمة والرياضي دون ان نتقاتل.
نتفق على دفن موتانا ونختلف على حقوق المواطنين الأحياء.. وطن يسكن فيه الشيطان في العناوين وليس في التفاصيل عكس كل مفهوم وكل منطق، أليس هو موطن شعار « بهالبلد كل شيء بيصير؟!