صحيح أن السلطات العراقية أعلنت النصر في الفلوجة، لكنه نصر لا يزال غير مكتمل ميدانياً وهو بطعم الكارثة الإنسانية في المدينة التي شهدت نزوحاً لا سابق له. ومع التقدم في الفلوجة، وإن يكن من دون الاستعادة الكاملة للمناطق الشمالية فيها، فتحت القوات العراقية رسمياً جبهة ثانية لا تقل أهمية عن تلك في الموصل، المعقل الرئيسي لتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).
وفي أرقام المفوضية السامية للأمم المتحدة للاجئين والمجلس النروجي للاجئين وتقاريرهما أن في الفلوجة كارثة إنسانية تتمثل في انهيار البنية التحتية وفرار نحو 84 ألف شخص في أقل من شهر. وأمر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الذي أعلن النصر، بإجراءات طارئة منها نشر عيادات متنقلة وتلقيح الأولاد وتوزيع المياه وتوفير الكهرباء في فترة لا تتجاوز خمسة أيام.
وبعد المجمع الحكومي والمستشفى المجاور له، استعادت القوات العراقية منطقة الضباط وتقدمت نحو ضاحية الجولان الشمالية، مع العلم أن مناطق شمالية عدة لا تزال في قبضة التنظيم المتشدد.
وأفاد مسؤولون أمنيون أن القوات الحكومية طهَرت قريتين وتقدمت نحو 20 كيلومتراً على طول طريق صحراوي غرب بيجي.
وأشار وزير الدفاع خالد العبيدي إلى أن الهجوم يمثل بداية العمليات لطرد مسلحي” الدولة الإسلامية” من القيارة الواقعة شمال بيجي حيث يمكن استخدام المطار الموجود في المنطقة نقطة تجمع للقوات لشن هجوم على الموصل التي تبعد 60 كيلومتراً شمال القيارة.