بقلم بيار سمعان

اتهمت المعارضة الحكومة بالشدة وقساوة القلب حيال الازمة العالمية للاجئين.
فردت وزيرة الخارجية جولي بيشوب ان عدد اللاجئين الذين قبلتهم استراليا خلال سنة 2015 – 2016 هو بالواقع الأضخم منذ الحرب العالمية الثانية.
وكانت حكومة آبوت وافقت على قبول 12 الف لاجئ سوري وعراقي بالاضافة الى 13،750 لاجئاً تقبلهم استراليا سنوياً.
وصرحت جولي بيشوب الى راديو 3AW خلال شهر ايلول الماضي ان هذا العدد الضخم هو ناتج عن سوء الاوضاع في الشرق الاوسط والازمة الانسانية غير المسبوقة في سوريا, ان عدد اللاجئين الذين قبلتهم استراليا هو الاضخم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
فما هي الحقائق التاريخية لمرحلة ما بعد الحرب؟
في سنة 1945، وهي سنة نهاية الحرب العالمية الثانية، اقرت استراليا برنامجاً لتوطين بعض اللاجئين الاوروبيين الذين فقدوا كل شيء، منازلهم واوطانهم… وجرى بموجب هذه الخطة قبول حوالي 800 الف لاجئ ومشرّد واعيد توطينهم في استراليا، حسب المعلومات المحفوظة في مكتبة البرلمان في كانبيرا.
وبدأت استراليا في سنة 1947 قبول اللاجئين من مخيمات الاحتجاز في مختلف الدول الاوروبية، بعد ان تبنت منظمة اغاثة اللاجئين هذه العملية.
وكشفت التقارير في دائرة الهجرة ان 170 الف من هذه المجموعة (800 الف) وصلوا الى استراليا خلال السنوات 1947 و1952 وعلم ان 50 الف منهم جاووا من الكتلة الشيوعية.
وفي سنة 1949 – 1950 وصل الى استراليا اكبر عدد من اللاجئين خلال سنة واحدة (90 الف لاجئ). ووصف هؤلاء انهم لاجئون نتيجة لنزوحهم من مناطق اقامتهم السابقة وينطبق عليهم تسمية مهجرين.
وشرح البروفسور كلاوس نيومن من معهد العلوم الاجتماعية في جامعة Swinburne ان العديد من هؤلاء دفعوا كلفة نقلهم وثمن بطاقات سفرهم ولا ينطبق عليهم توصيف اللاجئين حسب معايير منظمة اغاثة اللاجئين لدى الأمم المتحدة.
وكشفت سجلات دائرة الهجرة ان 33 الف آخرين قبلوا في استراليا لاسباب انسانية لكن الحكومة لم تتكفل بتأمين وصولهم الى استراليا.
ان ادعاء جولي بيشوب ان عدد اللاجئين هو الأضخم هو صحيح في حال اعتبرنا ان من قدموا من اوروبا لم يصلوا خلال سنوات الحرب، بل جاؤوا في السنوات التي تلتها، بينما تقبل الآن استراليا هذا العدد من اللاجئين، بينما الحرب لا تزال دائرة في كل من سوريا والعراق.
ويجب الاشارة ايضاً ان عدد اللاجئين الذين قبلتهم استراليا خلال الثورة الهنغارية خلال سنة 1956 – 1957 لم يتجاوز 11 الف لاجئ. وبعد احتلال الاتحاد السوفياتي لتشيكوسلوفاكيا قبلت استراليا 16،495 لاجئاً.
اما حرب فيتنام ، وبعد وصول اول زورق ينقل لاجئي فيتنام سنة 1976 لم يتجاوز عدد اللاجئين آنذاك 4 آلاف شخص سنوياً، قبلوا لاسباب انسانية.
وفي حزيران 1989، وعلى اثر احداث الصين بين الطلبة والنظام، سمحت استراليا بمنح سنة اضافية للصينيين الموجودين في استراليا، حسب ما اقره رئيس الوزراء بوب هوك وفي سنة 1990 منح هؤلاء 4 سنوات اضافية كتأشيرة دخول مؤقتة. وشملت هذه المجموعة 25 الف صيني من سواح وطلاب وزائرين.
ولا ينطبق على هؤلاء صفة اللاجئين اذ ان معظمهم كانوا من الطلاب الذين جاؤوا الى استراليا على مراحل مختلفة.
وبين سنة 1992 و2002 شهدت يوغسلافيا حرباً اهلية عنيفة، قبلت الحكومة سنة 1999 حوالي 4 آلاف لاجئ من كوسوفو، منحتهم حكومة بوب هوك اقامة مؤقتة.
< برنامج اللاجئين اليوم
منذ سنة 1996 حافظت استراليا على عدد اللاجئين الذين تستقبلهم لاسباب انسانية، وظل عددهم يتراوح بين 12 و13 الف لاجئ سنوياً. ويجري تقييم طلباتهم اما في الخارج او داخل استراليا.
في سنة 2015 – 2016، رفعت الحكومة الاسترالية عدد اللاجئين الى 13،750نسمة من ضمنهم 11 الف يتلقون مساعدات خاصة لاسباب انسانية، ويستفيدون من نظام خدماتي حكومي.
ووافقت الحكومة على استقبال 12 الف لاجئ من المتضررين نتيجة للاوضاع المتأزمة في سوريا والعراق. ويتلقى هؤلاء معاملة ورعاية خاصة توفرها  الحكومة ايضاً .
ويمكن اعتبار عدد اللاجئين هو الاضخم منذ قبول 170 الف لاجئ من المتضررين من الحرب العالمية الثانية. وتأمل الحكومة وصول هؤلاء جميعاً مع نهاية العام المالي 2016.