خاص بجريدة التلغراف
مقتل نيل براكاش الارهابي الاسترالي واول المطلوبين لقي مصرعه اثر غارة جوية نفذتها الطائرات الاميركية مساء الجمعة بمساعدة الطائرات الاسترالية.
وكانت «داعش» قد اوكلت الى براكاش مهمة تجنيد الشبان الاستراليين وتشجيع الارهاب محلياً.
واعلنت مصادر في مكتب الاستخبارات الاسترالية (آزيو) ان عدد القتلى الاستراليين بلغ الآن ما بين 50 و59 مقاتلاً قتلوا في سوريا والعراق ولا يزال هناك حوالي مئة استرالي آخرين في ساحة القتال.
وكان براكاش مصدر تأثير وإلهام للشباب الاسترالي ولعب دوراً لافتاً في تشجيع المقربين من الفكر الداعشي للقيام باعمال ارهابية في استراليا. وكانت اشاعات قد سرت في السابق حول مقتله، غير ان آزيو اعلنت انها مجرد عملية تمويه وتضليل للرأي العام والاجهزة الامنية. لكن تأكد مؤخراً ان حادث مقتل براكاش قد تم فعلاً مساء الجمعة.
وصرح وزير الادعاء العام جورج براندس لسكاي نيوز ان استراليا تعاونت مع القوات الاميركية لتحديد موقع براكاش ومكان تواجده. وقال براندس ان براكاش كان ضالعاً في تجنيد الاستراليين والعمل على تشجيع الارهاب المحلي. وانه كان المقاتل الاسترالي الاساسي الذي تواصل من الشرق الاوسط مع استراليين في سيدني وملبورن.
واكدت مصادر اميركية انه جرى قتل شقيقة فرحاد جبار، المراهق الذي نفذ عملية باراماتا وقتل محاسب الشرطة كورتيس تشانغ العام الماضي قبل ان يقتله احد عناصر شرطة باراماتا، وعلم ان شادية جبار خليل محمد وزوجها، وهما عضوين فاعلين في قوات داعش قتلا ايضاً في غارة على منطقة الباب، على مقربة من حلب.
وعلم ايضاً ان براكاش كان وراء المؤامرة للقيام باعمال ارهابية خلال احتفالات الانزاك العام الماضي. ويعتقد انه اثر ايضاً على نعمان حيدر الذي قتل بعد ان طعن عنصرين من شرطة ملبورن سنة 2014.
وكان مدير مركز الدراسات حول الارهاب في جامعة شارلز ستورت قد اعلن سابقاً ان براكاش يعرف حيدر شخصياً. واكد انه لعب دوراً في دفعه الى التطرف.
وصرح البروفسور رودجر شاناهان من المعهد الوطني للأمن القومي في جامعة استراليا الوطنية ان مقتل براكاش سيؤثر على عدد الاستراليين الذين يرغبون الانضمام الى قوات «داعش» وان حادث مقتله يعتبر ضربة موجعة للتنظيم. واعرب عن اعتقاده ان اعلام «داعش» سيصوره انه شهيد لكنه شكّك ان يؤثر ذلك على آراء الاستراليين.
وشرح قائلاً انه عندما يتأكد الناس ان براكاش لم يعد حياً وانه قضى في الغارة، فان تأثيره سيصبح ضئيلاً وان الشبان الاستراليين بدأوا يدركون ان احتمالات الموت قتلاً هي مرتفعة في حال قرروا الانضمام الى «داعش».
ومن ضمن المجموعة الاسترالية التي قضت في الشرق الاوسط تقول مصادر في «آزيو» ان اهمهم الى جانب براكاش، محمد العمر ومحمد علي بريادي وتقدر آزيو ان حوالي 110 مقاتلين استراليين لا يزالون في سوريا والعراق. ولم يعرف بعد من سيحل مكان براكاش ليتابع مهمته بالنسبة للتجنيد والتحريض.
ويقول الصحافي الاسترالي بول مالي الذي تتبع اخبار براكاش عن قرب، ان المجاهد الاسترالي عاش طفولة ومرحلة مراهقة صعبة. والداه كمبودي وهندي من فيجي ، اعتنق الاسلام في مركز الفرقان في ملبورن والذي يعتبر حسب الاعلام الاسترالي انه كان مركزاً للتطرف والاسلام الاصولي.