كنده سماره /  «ملبورن»

ما الفرق بين كلمة ثقافة بالمجتمع العربي وكلمة Culture بالمجتمع الغربي؟
الثقافة تكون موجودة عند ناس أو شريحة معينة … وقد تكون هذه الشريحة أي المثقفة غير محبوبة … مع أن كلمة ثقافة في الحقيقة تعني كل شيء في الحياة.
ثقافة أكل …. شرب …. وتعامل مع الناس … وحتى طريقة الكلام.

في كل مرة سأكون معكم فيها فكرة عن موضوع معين والفرق بين العرب والغرب.
هذه المرة سأتكلم فيها عن ثقافة الكتابة على الحائط … والفرق بين «عنا» و «عندهم»
لم يكن أمام انسان العصر الحجري غير حائط الكهف ليعبر فيه عن كتاباته ورسوماته. ومع تطور الانسان وظهور الابنية الطابقية والابراج العالية وذلك بعد مروره بالعديد من المراحل إلا أنه بقي محتفظاً بعادة أجداده وحبهم الفطري للنقش على الحائط.
المشكلة في هذه المرة لم تكن بالكتابة على حائط المغارات ولا الكهوف بل أنها أصبحت على جدران المدارس، المقاعد، الشوارع، حاويات القمامة … أبواب الحمامات. كل شي يصل تحت يد قلمهم، مفتاحهم أو مشرطهم. فشبابنا العربي ما زال يضع لمساته البصرية المؤذية مخرباً شكل المدينة وذلك لاتحافنا بمواهبه الفنية والتي تترجم مشاعره العاطفية والرقيقة. وإن كنت تظن أن عصر الحب انتهى بموت عنتره وملهمته عبلة فإنك على خطأ، لأن زمن المعلقات وقصائد الحب مازال موجوداً على جدران مدننا العربية.
ناهيك عن الحكم والمواعظ … حدّث ولا حرج فشبابنا والحمدلله عندهم من الحكمة واللباقة والكياسة التي تكفي لتملأ شوارع البلد.
حلّت أغلب الدول الغربية المشكلة، من المكسيك …. الهندوراس، بولندا، البرازيل، فرنسا إلى استراليا. خصصت فراغات معينة لتفريغ تلك الطاقة المكبوتة …. وأصبح مكاناً للتعبير والرسم بطريقة حلوة وجميلة. حتى أن الفيسبوك وجد حلاً لتلك المشكلة فاعتمد على الحب البشري الفطري لمفهوم الحائط  ليساعدنا بتفجير تلك الرغبة المكبوتة وأصبحنا نكتب ونتجول على حوائط الناس فنعبر لهم عن حبنا الفطري لعادة النقش.
هذه بلادنا … صورتنا … فلنقتدي بالجوهر الجميل … فلا حفر ولا نقش ولا تخريب….