بقلم هاني الترك OAM
اود اولا ان اكون واقعياً واذكر ان نسبة ان يموت الشخص قتيلاً هي واحد الى 30،000 .. في حين نسبة ربح اللوتو هي اكثر بكثير الى درجة الخيال.. ومع ذلك يظل ربح اللوتو مغرياً.. واجمل ما فيه هو السرحان في احلام اليقظة.. تصور ماذا افعل بالمبلغ الضخم الذي يهبط من السماء؟
حلمي الكبير كان دائماً شراء اذاعة عربية تمتد على مدى 24 ساعة واصدار صحيفة يومية.. واذكر انني منذ عدة سنوات كنت اترجم الابراج لإذاعة عربية.. وكنت اعلم ان مذيعها يشتري اللوتو واوراق اليانصيب واعرف برجه.. وكنت من باب المزاح اقول له ضمن نشرة الاخبار المترجمة ان برجه سيربح بعض المال.. وذات مرة قلت له بأن برجه يؤكد على ربحه جائزة مالية كبرى.. فأخذ يقرأ … يقرأ الابراج المترجمة والحظ السعيد من برجه.
وقال دون ان يدري «لقد خرب الفلكي بيتي الله يخرب بيته».. حيث كان يشتري اوراق اليانصيب بمبالغ معتبرة اعتقاداً منه ان الحظ سيأتيه يوماً ويربح جائزة اللوتو الكبرى.. فنحن نعيش في عصر مادي .. المال فيه هو اهم عامل حاسم في الحياة.
على اي حال انني اسير عكس التيار.. واعتبر نفسي روحانياً اكثر مني مادياً.. ونادراً ما اشتري اللوتو.. واقول مع الترتيلة المسيحية: «شكراً لله الذي يقودنا الى نصرة الحب المبين كفقراء لا شيء لنا ونحن نغني كثيرين.. ان اعمال البر والخير ليست بالمال وحده ولكن برفع المعنويات والاخلاص والصدق والامانة.. لذلك فإني واقعي ولا اشتري اوراق اليانصيب الا نادراً .. ولا الجأ الى الخيال.