فيصل قاسم ناشط على المستويات الاعلامية والسياسية والاجتماعية، وهو رئيس سابق لجمعية ابناء المنية في استراليا. وهو حالياً منسّق دائرة بانكستاون في تيار المستقبل.
فيصل الذي حصل على شهادة في الترجمة (ناتي) من جامعة غرب سيدني سنة 1998 كان قد وصل الى استراليا سنة 1977 وهو حتى اليوم لم يتخلّ عن التعلق بالمنية ولبنان ورائحة الليمون وهدير الامواج.
ومواقفه الوطنية ترمز الى انتمائه الى تلك البقعة الطيبة من لبنان. وهو زميل سابق في (التلغراف) و لا زال صاحب مقال دوري فيها.
هذا المساء يطلق فيصل قاسم باكورة كتبه بعنوان «غربة قلم» رغم ان قلم فيصل ينشلنا من الغربة ليضعنا في قلب الاقامة عبر صوره التي تعكس جراح لبنان والشرق العربي.
وعن الكتاب الجديد يقول فيصل:
«الكتاب هو عبارة عن مجموعة مقالات نشرت في الصحف العربية الصادرة في استراليا، وهي تتوزع ما بين استراليات ولبنانيات وعربيات ووجدانيات واسلاميات، بالاضافة الى بعض الاشعار باللغتين العربية والانكليزية».
– لماذا اخترت عنوان «غربة قلم» لكتابك؟
التسمية هي للصديق محمد عوض الذي شجعني على وضع الكتاب وهو الذي اهتم بإصدار وانجاز طباعته في لبنان، وانا رأيت ان هذا الاسم يتناسب مع المضمون.
– تغلب روح النقد على محاور الكتاب، فهل انت متشائم الى هذا الحد؟
المقالة هي اساساً وسيلة للوصول الى هدف وغاية، ولا بد للكاتب في هذه الايام والظروف الصعبة التي تمر بها الجالية واستراليا ولبنان والشرق الاوسط والعالم، لا بد ان يكون الكاتب ناقداً ومسلطاً الضوء على ما يحصل من ظلم على المواطن الذي يدفع ثمن صراع الديكتاتوريات وعلى رأسها المتسلطون الذين يحرمون شعوبهم من الحصول على الديمقراطية وادنى حقوق الانسان. والنقد البناء هو خير وسيلة للاصلاح وتقويم الامور ولفت نظر المسؤولين.
– نرى انك لست محايداً في محطات كثيرة وتتخذ مواقف قد تكون عكس التيار كموقفك مثلاً من الاخوان والرئيس مرسي في مصر؟
لقد اتخذت مواقف كثيرة غير محايدة ليس فقط بالنسبة للوضع المصري، بان الحياد احياناً يشبه شهادة الزور، وموقف من السيسي ليس شخصياً ولا دعماً للآخوان المسلمين ولكن دعماً للديمقراطية وعدم تدخل العسكري والاستيلاء على السلطة واعتقد ان ما يحصل اليوم في مصر يؤكد وجهة نظري.
وكذلك بالنسبة لبشار الاسد فطبيعي الاّ اكون محايداً امام مشاهد الظلم والقتل والموت، ثم انني أؤمن بتداول السلطة لان مشكلة العرب الاولى انه لا يوجد رئيس جمهورية سابق بل الرئيس المرحوم.
واذا احببت الرئيس الحريري فليس لأنني فيصل قاسم وحسب بل لأنني جزء من هذا البحر الشعبي العارم الذي احبه، احببت فيه الرفق والتواضع وروح المساعدة قبل ان يكون رئيساً للحكومة وصاحب رأس مال كبير فهو بالدرجة الاولى انسان وبقي على انسانيته وهو في اعلى هرم السلطة.
ثم ان ما يحصل من تمسك بالسلطة في الشرق دفعني الى ان ابدي اعجابي بالديمقراطية الاسترالية القائمة على تداول السلطة عبر انتخابات دورية نزيهة .
واود ان الفت ان انتقادي لم يكن محصوراً بما لا يتفق مع وجهة نظري او موقفي السياسي بل طاول ايضاً الذين يشاطرونني وجهة النظر احياناً والموقف السياسي.
– الملاحظ في محطات كثيرة من الكتاب اعرابك عن الوفاء لاستراليا والدعوة الى تعزيز التناغم فيها؟.
كيف لنا الاّ نحب استراليا هذا البلد الذي يعطي لكل ذي حق حقه، ويحاسب فيه المسؤول قبل المواطن وتعم فيه المساواة بين كل شرائح المجتمع وان خير المواطنين هو اكثرهم احتراماً للقانون وللقيم الاسترالية القائمة على احترام حقوق الانسان.
– ماذا حملت معك من المنية الى استراليا؟
حملت اولاً العفوية والاخلاص والتسامح مع الآخر حيث كانت المنية مثالاً للعيش المشترك في لبنان اثناء الاحداث الاليمة (حرب السنتين). بهذه الروح جئنا الى استراليا، روح الانفتاح والتعاون مع الآخر، واينما حل ابن المنية تبقى المنية صورة في عقله وقلبه ومنها يستمد كل ذكر طيب.