السفير الأسترالي لدى الكويت: مليار دولارحجم التبادل التجاري مع الكويت ونتوقع انتعاشه بعد فتح خط طيران مباشر

– أكثر من 12 مليار دولار حجم الاستثمار الكويتي في أستراليا ونقدم لهم فرصاً وتسهيلات رائعة

– مفاوضات حالية بيننا وبين دول »التعاون« حول اتفاقية للتجارة الحرة

– نستقبل ما يفوق الـ 12 ألف لاجئ سوري وفخورون بمنحهم الجنسية

– نحن في طليعة دول العالم بمحاربة الإرهاب ولدينا  في العراق ثاني أكبر قوات التحالف الدولي عدداً

– ملتزمون بأمن واستقرار الكويت.. ودورنا الواضح في التحرير دلالة على عمق العلاقات

– ندعو إيران والسعودية إلى العمل الجاد على تقليل حدة التوتر في المنطقة

* أستراليا تسبق أي دولة أخرى في مجال الاستفادة من قدرات المهاجرين واللاجئين ولدينا نظام لدمجهم في المجتمع

أكد السفير الأسترالي لدى الكويت  وارن هاوك على قوة ومتانة العلاقات الأسترالية – الكويتية والتي وصفها بالتاريخية، مشيرا إلى دور بلاده في دعم أمن واستقرار المنطقة، وتعاونها مع الكويت في الكثير من الملفات ذات الاهتمام المشترك، والقضايا العالمية مثل الحرب على الإرهاب.

وذكر هاوك أن الكويت احدى أبرز 20 دولة تستثمر في أستراليا، حيث يبلغ حجم استثماراتها أكثر من 12 مليار دولار، لافتا إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل لمليار دولار، متوقعا انتعاشه تجاريا بعد تسيير خط الطيران المباشر بين البلدين، مشيرا إلى سعي بلاده لاستكمال المفاوضات مع دول مجلس التعاون بخصوص اتفاقية التجارة الحرة.

وأشار هاوك في لقاء خاص إلى التقدير العالمي لجهود صاحب السمو الأمير في مجال العمل الإنساني، مشددا على أن استضافة الكويت لثلاثة مؤتمرات للمانحين تعبير واضح عن التزامها تجاه القضايا الإنسانية، لافتا إلى أن بلاده تساهم أيضا بشكل فعال في إطار الجهود الدولية، وتحت المظلة الأممية في مختلف دول العالم في حفظ السلام وتقديم المساعدات الإنسانية في مختلف دول العالم. وهذه التفاصيل:

كيف تصف العلاقات الثنائية بين الكويت وأستراليا؟

٭ بداية لدينا علاقات قوية جدا وتاريخية مع الكويت، وهذه العلاقات والتي بدأت على الصعيد الاقتصادي في ستينيات القرن الماضي، وعلى الصعيد السياسي نجد أنها لا تقل قوة، حيث ان أستراليا تدعم أمن واستقرار المنطقة، وتعمل مع الكويت جنبا إلى جنب، وتتعاون معها في الكثير من الملفات ذات الاهتمام المشترك والقضايا العالمية مثل الحرب على الإرهاب، وتنظيم داعش، ولقد كان دورنا الواضح في تحرير الكويت دلالة كبيرة على عمق هذه العلاقات وتعبيرا عن التزامنا الثابت تجاه أمنها واستقرارها.

والكويت الآن هي احدى أبرز 20 دولة تستثمر في أستراليا، وهذا في حد ذاته إنجاز كبير على صعيد العلاقات المشتركة ومجالات التعاون، ولدينا الكثير من الكويتيين يزورون أستراليا كل عام، وكذلك العديد من الطلاب الذين يدرسون هناك أيضا.

العلاقات الاقتصادية سبقت العلاقات الديبلوماسية بوقت طويل، فما تفسيرك لذلك؟ وما أبرز الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين الكويتي والأسترالي؟

٭ على صعيد العلاقات الديبلوماسية، فبالرغم من العلاقات الثنائية التاريخية، إلا أن افتتاح سفارتنا في الكويت أخذ وقتا طويلا، حيث افتتحت رسميا في الكويت منذ 10 سنوات، ولكن الأمور تسير بشكل أفضل، ومنذ أن توليت مهام عملي منذ عام تقريبا وقعنا اتفاقية لتسيير خط طيران مباشرة بين أستراليا والكويت، وهذا في حد ذاته خطوة هامة على طريق دعم العلاقات الثنائية، فلقد كان لدينا 161 رحلة جوية أسبوعية مع باقي دول الخليج ولم يكن لدينا أي خطوط مباشرة مع الكويت، وأيضا إلى جانب ذلك هناك اتفاقية مع الكويت في مجال تجارة الحيوانات الحية، ونسعى الآن لاستكمال المفاوضات بيننا وبين دول مجلس التعاون بخصوص اتفاقية التجارة الحرة، ولقد زار وزير التجارة الأسترالي المنطقة ثلاث مرات مؤخرا لدفع هذه الاتفاقية وإتمام المفاوضات بشأنها.

ما أبرز جهود بلادك في الحرب على الإرهاب والتنظيمات الإرهابية خصوصا داعش؟

٭ أستراليا دائما وأبدا في طليعة دول العالم في مجال محاربة الإرهاب، وتشترك مع الدول الصديقة والحليفة في هذا الصدد خصوصا في ظل حالة عدم الاستقرار والتهديدات والحوادث الإرهابية التي طالت مختلف دول العالم، وعلى صعيد المنطقة العربية نجد أن الجهود الأسترالية واضحة للعيان، فلدينا في العراق على سبيل المثال ثاني أكبر قوات التحالف الدولي من حيث العدد والتي تشارك في الحرب على داعش، منهم 300 مدرب يدربون قوات الأمن العراقية، ولقد كنا حاضرين أيضا في عام 2003 أعقاب تحرير العراق.

وما أريد أن أؤكد عليه أن أستراليا لديها مساهمات فاعلة في إطار الجهود الدولية وتحت المظلة الأممية في مختلف دول العالم سواء في حفظ السلام او تقديم المساعدات الإنسانية وليس في منطقة الشرق الأوسط فقط.

كيف ترون جهود الكويت في مجال العمل الإنساني؟

٭ كل الاحترام والتقدير للكويت حكومة وشعبا وعلى رأسها صاحب السمو الأمير على ما تقدمه من مساعدات إنسانية كبيرة، ومساهمات كريمة يشهد لها العالم، ولقد كانت تسمية الأمم المتحدة لصاحب السمو الأمير كقائد إنساني ، والكويت كمركز إنساني أكبر دليل على التقدير العالمي لجهود صاحب السمو في مجال العمل الإنساني. لقد كان لاستضافة الكويت لثلاثة مؤتمرات للمانحين ولمساهماتها الكريمة اثر فاعل في التخفيف من آلام ومعاناة اللاجئين وهو تعبير واضح عن التزامها تجاه القضايا الإنسانية.

ما أبرز الجهود الأسترالية على صعيد ملف اللاجئين السوريين؟ وما مدى اندماجهم في المجتمع الأسترالي، خصوصا بعد الاتهامات التي وجهت لبعضهم في احتفالات عيد الميلاد في ألمانيا؟

٭ أستراليا وفق إحصائيات الأمم المتحدة لديها أكبر عدد من اللاجئين على مستوى العالم، وعلى سياق متصل نحن أيضا نوفي بالتزاماتنا تجاه ملف اللاجئين السوريين، وفي سبتمبر من العام الماضي اعلنا عن قبول 12 ألف لاجئ من سورية والعراق زيادة على حصتنا السنوية من اللاجئين من مختلف أنحاء العالم والتي تقدر بـ 13 ألف لاجئ.

ونحن فخورون بأنهم سيكونون مواطنين أستراليين، ولك أن تعلم أن أستراليا بلد مبني على المهاجرين واللاجئين، نحن معتادون على تقبل أناس من مختلف الجنسيات للعيش بيننا، ولدينا قدرة خاصة على أن نستخرج أفضل ما فيهم ونوظفهم في مجتمع متكامل ومتناغم ومتعدد الثقافات، وأعتقد أن أستراليا تسبق أي دولة أخرى في مجال الاستفادة من قدرات المهاجرين واللاجئين، ولدينا بالفعل نظام لدمجهم في المجتمع، ولكني أعتقد أيضا أنه لازال لدينا الكثير لنفعله.

على صعيد الأزمة الديبلوماسية الأخيرة بين المملكة العربية السعودية وإيران، أي طرف تساندون فيها؟

٭ الموقف الأسترالي واضح في الأزمة بين إيران والمملكة العربية السعودية أو أي أزمة مشابهة، نحن لا نساند طرفا على حساب طرف آخر، ولكننا ندعو طرفي الأزمة إلى العمل الجاد على تقليل حدة التوتر في المنطقة، وإفساح المجال للحوار الهادف، وتوخي الهدوء في مناقشة القضايا العالقة بطريقة تسمح بإيجاد حلول ترضي الطرفين.

كم عدد الجالية الأسترالية في الكويت؟

٭ دائما نطلب من مواطنينا التسجيل على موقع السفارة لتكون لدينا إحصاءات واضحة في هذا الصدد، وأريد أن استغل هذه الفرصة لأجدد النداء لهم بضرورة التسجيل، في الواقع لدينا 1500 أسترالي في الكويت، ومجموعة اقتصادية من أبناء الجالية تجتمع بصورة دورية، لديها فعاليات اقتصادية دورية، ولكن الجالية الأسترالية الأكبر موجودة في الإمارات العربية المتحدة وتقدر بحوالي 22 ألف نسمة، وجاليتنا في الكويت صغيرة ولكنها نشيطة.

ماذا عن العلاقات التجارية بين الكويت وأستراليا؟ وما حجم التبادل التجاري بين البلدين؟

٭ حجم التبادل التجاري بين أستراليا والكويت يبلغ مليار دولار، ويشمل السيارات وتجارة الحيوانات الحية والقمح، وأعتقد أن المجال مفتوح لزيادة حجم التبادل التجاري وخصوصا بعد تسيير خط الطيران المباشر بين البلدين.

ما عدد الطلاب الكويتيين الذين يدرسون في أستراليا؟

٭ لدينا نحو 1500 طالب كويتي يدرسون في أستراليا، وفي الواقع جميع الجامعات الأسترالية معترف بها في الكويت، وبالتالي أعتقد أن الأعداد قليلة إلى حد ما بالمقارنة بقوة نظامنا التعليمي المشهود له عالميا وإن كان ذلك يعود إلى أننا لم نسوق لأنفسنا بالقدر الكافي، فأستراليا مكان رائع للعيش والعمل والدراسة.

لا تصدرون تأشيرات من سفارتكم في الكويت والأمر يقتصر على سفارتكم في الإمارات، ألا يمثل ذلك نوعا من الصعوبة بالنسبة للراغبين في السفر إلى أستراليا؟

٭ هذا الأمر لا يشكل أي عائق على طالبي التأشيرة الأسترالية خصوصا بالنسبة للخليجيين، حيث يتم إصدارها إلكترونيا، وليس على طالب التأشيرة أن يسافر إلى دبي، أو يرسل جواز سفره بالبريد، فكل ما عليه هو أن يسجل على الموقع الإلكتروني، والعام الماضي كان لدينا 4000 سائح من الكويت والمسألة في غاية البساطة.

هل تفكرون في إعفاء المواطنين الكويتيين من التأشيرة أسوة بالعديد من الدول الأخرى؟

٭ في الحقيقة إن الأستراليين يحصلون على التأشيرة الكويتية بمجرد الوصول للكويت، ولكننا لا نفكر في مسألة الإعفاء حاليا حيث اننا نشترط تأشيرة دخول لمختلف مواطني دول العالم الذين يرغبون في زيارة بلادنا، واعتقد أن الإعفاء الوحيد هو للنيوزيلنديين.

وأريد أن أؤكد أن إجراءات الحصول على التأشيرة في غاية السهولة وتتم إلكترونيا ولا تستغرق وقتا طويلا.

ماذا عن حجم الاستثمارات الكويتية في أستراليا ومجالاتها؟

٭ أستراليا بلد ملائم للاستثمار ويقدم فرصا استثمارية رائعة، وبلا شك الاستثمارات تعتبر أحد أهم عناصر تقوية الأواصر والعلاقات بين البلدين، وحجم الاستثمارات الكويتية في أستراليا يبلغ أكثر من 12 مليار دولار، وتشمل الاستثمارات في مجال النفط والكهرباء، ويذكر أن الهيئة العامة للاستثمار لها استثمارات مميزة أيضا.

كما تفضلت أنكم ستحتفلون بالعيد الوطني في نهاية هذا الشهر، حدثنا عن الخصوصية التاريخية لهذا اليوم؟

٭ في السادس والعشرين من شهر يناير من كل عام، يحتفل الأستراليون بيوم أستراليا، وهو اليوم الوطني والذي يعتبر إحياء لذكرى وصول أول أسطول بحري بريطاني مكون من 11 باخرة إلى أستراليا وذلك في عام 1788، وكذلك احتفالا بالتنوع الثقافي والحضاري الذي تعيشه البلاد.

أستراليا غنية بالأماكن السياحية النادرة

قال السفير الأسترالي ان بلاده تعتبر وجهة سياحية مميزة وغنية بالأماكن السياحية النادرة والفريدة، مشيرا إلى أن الجهود التي يبذلونها غير كافية للتسويق لبلاده في منطقة الخليج ولايزال أمامنا الكثير لنفعله، موضحا أنه وفق الإحصاءات الأخيرة لدينا ولأول مرة استقبلنا مليون سائح من الصين، وهذا لأننا ركزنا عليها وبذلنا جهودا عدة أثمرت زيادة العدد، لافتا إلى أنه عليهم في المرحلة المقبلة التركيز على منطقة الخليج، مبينا أنه خلال احتفالاتنا بالعيد الوطني في نهاية هذا الشهر سيأتي للكويت عدد من الإعلاميين الأستراليين الذين سيركزون على السياحة والفرص السياحية في بلادنا.

وزير السياحة والتعليم الدولي الأسترالي يزور الكويت الأسبوع المقبل

كشف السفير الاسترالي لدى البلاد وارن هاوك عن زيارة مرتقبة لوزير السياحة والتعليم الدولي والوزير المساعد لوزير التجارة والاستثمار الاسترالي السيناتور ريتشارد كولبيك والذي سيزور الكويت الأسبوع المقبل على رأس وفد متخصص في التدريب على العناية الصحية، لافتا إلى أن هذا الوفد جزء من المبادرة الأكبر للحكومة الاسترالية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا استراليا بلا حدود.