يحمل إسقاط تركيا قاذفة «سوخوي-24» بصاروخ من مقاتلة «ف-16» قالت أنقرة انها انتهكت المجال الجوي التركي ونفت موسكو ذلك، رسائل عدة موجهة بالنار الى الدور الروسي في سوريا. وأولى هذه الرسائل ان ثمة خطاً أحمر ترسمه الان تركيا ومن خلفها الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي أمام الحدود التي يمكن ان تذهب اليها المساندة الروسية للنظام السوري. ولم يتأخر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، الذي حظي بتأييد الرئيس الاميركي باراك اوباما للرواية التركية عن الحادث الجوي، في تكرار عزمه على إقامة «منطقة انسانية آمنة» في سوريا بمساعدة حلفائه تمتد من مدينة جرابلس في ريف حلب الى البحر المتوسط.
ويتعارض القرار التركي اقامة المنطقة العازلة مع سياسة روسيا دعم الجيش السوري في سعيه لاستعادة مناطق فقد السيطرة عليها في أرياف اللاذقية وإدلب وحلب. ولا ينفصل إسقاط تركيا القاذفة الروسية الذي حصل غداة القمة التي جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي في طهران، عن رسالة استياء تركية واميركية مما صدر عن القمة من موقف روسي – ايراني داعم لدمشق.
وتهدد المواجهة العسكرية المباشرة الاولى بين روسيا وتركيا بإطلاق موجة من التصعيد العسكري ومن الحرب بالوكالة فوق الاراضي السورية، كما تهدد ما تم الاتفاق عليه في جنيف من الشروع في عملية سياسية في رعاية الامم المتحدة اواخر الشهر المقبل والسعي الى وقف للنار. ويبدو أن الحادث أضعف الآمال في تقارب بين روسيا والغرب عقب هجمات تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في باريس، التي أدت إلى صدور دعوات إلى إنشاء جبهة موحدة لمكافحة التنظيم المتشدد في سوريا.
الموقف التركي
وتحطمت القاذفة الروسية في اقصى شمال غرب الاراضي السورية شمال اللاذقية التي تشهد منذ ايام عدة معارك عنيفة بين الجيش السوري يدعمه الطيران الروسي ومقاتلين معارضين.
واكدت هيئة الاركان التركية ان المقاتلة الروسية انتهكت بوضوح الاجواء التركية وقد حذرت «عشر مرات في خمس دقائق»، الامر الذي اكدته وزارة الدفاع الاميركية «البنتاغون». لكن وزارة الدفاع الروسية نفت هذه المزاعم، قائلة ان الطائرة كانت «في الاجواء السورية دون سواها».
وقال اردوغان في خطاب القاه في قصره بانقرة: «على الجميع ان يحترموا حق تركيا في حماية حدودها». واضاف: «ندين بشدة تكثيف الهجمات على التركمان»، وهم سوريون ناطقون التركية يقاتلون نظام الرئيس بشار الاسد في شمال البلاد. وشدد على انه في هذه المنطقة هناك تركمان لا داعش. ان هدف هذه الهجمات هو ابقاء نظام الاسد»، من غير ان يشير تحديدا الى روسيا. وبصفتنا اتراكا، دعمنا دوماً اخواننا الذين يعيشون في هذه المنطقة وسنواصل دعمهم». واعلن إنه سينشئ قريبا «منطقة إنسانية آمنة» بين جرابلس السورية وشاطئ المتوسط بمساعدة حلفاء.
الموقف الروسي
وفي المقابل، رأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان «الاحداث المأسوية التي حصلت اليوم ستكون لها عواقب وخيمة على العلاقات الروسية – التركية». وقال ان «الخسارة اليوم هي بمثابة طعنة في الظهر وجهها الينا المتآمرون مع الارهابيين».
وردا على اسقاط الطائرة، اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الغاء زيارته الرسمية لتركيا التي كانت مقررة اليوم. وصرح بأن روسيا تنصح مواطنيها بعدم السفر الى تركيا. واستدعى كل من البلدين ممثله الديبلوماسي في البلد الآخر.
وأعلنت هيئة الاركان الروسية قرار موسكو قطع كل اتصالاتها العسكرية مع أنقرة. وقالت أنه من الآن فصاعدا ستقوم الطائرات القاذفة بكل طلعاتها فقط في حماية المقاتلات. واشارت الى أن إجراءات ستتخذ لتعزيز الدفاع الجوي، منها تموضع الطراد «موسكو» المزود منظومة صواريخ «فورت» المضادة للطائرات (مثيل لمنظومة «إس-300» الشهيرة) في ساحل اللاذقية. وحذرت من أن «كل الأهداف التي ستمثل خطرا محتملا علينا ستدمر».
أردوغان يرسم بالنار حدود الدور الروسي: بوتين «أسقاط السوخوي ستكون له عواقب وخيمة
Related Posts
كارولين كينيدي – العلاقات بين أستراليا والولايات المتحدة “لا تتزعزع”