فاروق صبري- نيوزيلندا

بعد فترة قصيرة من وصولي إلى نيوزلندا، مدينة أوكلاند شعرت بغربة طعمها أكثر مرارة من محطات منافي السابقة، غربة متوحشة لا يمكن إيقاف مخالبها إلا بالمسرح، نعم لا بد من عرض مسرحي من أجل تنفيذه تعرفت على بعض من الجاليات العربية والعراقية عسى أن أجد اناس لهم علاقة بشكل أو اخر بالمسرح، وكانت الصدمة أن لا أحد، اذا هل أتوقف عن مواجهة مخالب الغربة !!؟؟
قررت أن أسير في طريق المواجهة  وما ساعدني في هذا القرار تشجيع بعض الأصدقاء الجدد الذين تعرفت عليهم رغم أنهم أكدوا صعوبة الحصول على جهة إنتاجية للعرض، لكن كيف أعمل مسرحية من دون كادر، ممثلين، فنيين على الأقل، وتساؤلي هذا أوصلني إلى خيار العرض المنودرامي، نعم سوف أبحث عن نص منودراما وأشتغل عليه، وكان اللقاء عبر أثير الأنترنيت مع الصديق الشاعر العراقي عبد الرزاق الربيعي الذي هيأ لي وبزمن قياسي نص» أمراء الجحيم» وبدأت القراءات الاولى في صالون البيت الذي اسكنه، قراءات، قراءات، قراءات ووضع تصورات لتشكيل الشخصيات ومقترحات لبناء فضاءات بصرية  وجاء وقت الأداء إحتجت من يتابع النص وأنا أقرأ وأحفظ، للاسف لا أحد!! وتجاوزت هذا الإشكال لكن بعد أن وصلت بقناعتي بعرض المسرحية واجهني إشكال مقلق وهو عدم تمكني بالحصول على مبلغ لأستئجار صالة للعرض، فما العمل؟؟؟
هل أتوقف وألغي العرض؟؟ هذا التساؤل بات هاجساً مرعباً لكنه لم يشل صهيل رغبتي في البحث عن حل ما أدركت أن إيجاده ليس سهلاً .. وجاء الحل وأنا أفتج باب كراج البيت، هذا الكراج سأجعله خشبة وأعرض عليها وهكذا وخلال يومين أوثلاث وبمساعدة بعض الاصدقاء نصبت ديكور العرض وبروجتورين وبورد خشبي للكنترول وكان جنرالبروفة على خشبة كراج ثيتر حيث حضر جمهور من المعارف الذين أستقبلوا العرض بفرح وترحاب رائعين وقالوا سوف نؤجر لك صالة مهما كانت الظروف وصدقوا وإنتقل العرض إلى صالة لمركز ثقافي في مدينة أوكلاند .
وبعد عرضها ? مسرحية امراء الجحيم- في هولندا والدنمارك وفي مهرجان أسبوع المدى  في اربيل عرضت للمرة الثانية في نيوزلندا وعلى مسرح محترف (Howick Little Theatre)  وبعد ذلك جاء العرض المنودرامي الثاني ( لا احد يطرق بابي)  حيث قدم مرتين وفي  مكانين مختلفين، الأول في نفس صالة مسرح هويك الصغير أما المرة الثانية كان في داخل كنيسة الأمر الذي جعلني بوضع سينوغرافيا قريبة للطقس الكنائسي، حيث التلاقي المباشر مع الحاضرين وبل مشاركتهم في تواصل العرض وإضافة كورال تشكّل من فتيات شاركنني في الغناء .
شكل هذا العرض لمسرحية (لا أحد يطرق بابي تأليف عبدالرزاق الربيعي)  الذي حضره جمهور كبير أول القدح في إمكانية تقديم عرض منودرامي مغاير ومختلف في توظيف وتنويع فضاء العرض المنودرامي ولكن شرارة القدح لم تكن كافية في ولادة الفكرة بصورة واضحة، اذا كانت محاطة بالتساؤلات التي فتحت شهية القراءة لتاريخ المسرح والمنودرامي منه بشكل خاص مروراً
لمحاولاتي المتواضعة ومشاهداتي السابقة لتجارب مبدعين مسرحيين منودراميين كل هذه دفعتني أكثر إلى الوقوف عند السائد العرض المنودرامي وطرح تساؤلات حول بنيته البصرية والمضمونية، وهل من الممكن تغيير هذه البنيّة تغييراً جوهرياً وجديداً في النص والأخراج والتمثيل وتأثيث الفضاء المسرحي؟؟؟
وفي مقابل هذا التساؤل كان ينتصب أمامي تساؤل مغاير : هل هذا التغيير الذي بدأت التفكير به يتحول إلى مشروع عملي يمكن تنفيذه كعرض مسرحي لا يتناقض مع تسمية العرض المنودرامي، وبالعكس من ذلك يتخلص من النمطية والثوابت ويضيف إليه حيوية بصرية ممتعة ومؤثرة ومشحونة بالجمال والمعرفة.
ومما لا شك فيه ان مشروعي المنودرامي لا يتكئ على الفراغ ولا على التنظير التجريدي، إنه يستند على ميراث المعرفة التنويرية والذي غامر منتجوه في صناعة الجديد وبل التسابق في تجاوز التابوات والقواعد والأنماط  وإنجاز رؤى واساليب وعوالم وفضاءات غير مسبوقة، وفي تاريخ المسرح ومسيرته الطويلة الغنية نجد مبدعين حاولوا خلق بصمات خاصة وتأسيس تيارات مازال البعض منها يتواصل ويتجدد من جيل إلى جيل ومن بلد إلى بلد أخر ولعل هذا الأمر جوهر الإبداع وهاجس ضروري يمتلكه المبدع المعرفي.
هذا الهاجس كنت أستحضره في عام 2011 وأنا منشغل بفكرة تغيير العرض المنودرامي حتى صارت الفكرة تتبلور شيئاً فشيئاً وتتوجه نحو التشكل والتأسيس كمشروع بدأت مناقشته ومن ثم كتابته كنص يدعو إلى عرض منودرامي جديد يعتمد في البدء على ثلاثة طرق متنوعة يمكن للكاتب أو المخرج أو السيناغرافيست الإنطلاق منها وإضافة رؤيته الفكرية ومقترحاته البصرية على الطرق الثلاث التي سجلتتها في المشروع المسمى لاحقاً بــ» المنودراما التعاقبية» ولذلك حرصت أن يظهر نص المشروع كتنظير يمتلك أرضية للتطبيق المفتوح على تقبل أفكار جديدة  ولا تبدو كقواعد ثابته في العرض المنودرامي.
لم أعلن عن المشروع « المنودراما التعاقبية» حتى عام 2014 حيث نشرت نص المشروع في الصحف والمواقع وتوالت أراء العديد من المسرحيين والكتّاب حوله وتلك الأراء إختلفت وبل تعارضت في تقييمها وقراءتها للمشروع إلا أن جميعها وضعني أمام مسؤولية رائعة وصعبة وتتمثل بتنفيذ المشروع كعرض مسرحي يصبح في مواجهة  محك التقييم الفعلي  والقراءة النقدية.
ومن المهم أن نذكر بان التنفيذ العملي للمشروع يتطلب إقامة ورشة فنية لمدّة لا تقل عن أسبوع كامل يشارك فيها كتّاب وممثلون وفنيون وطلاب وقد وضعت برنامجاً كاملا لهذه الورشة الفنية ويمكن خلالها مناقشة وطرح معلومات ومعطيات تخص تجارب العرض المنودرامي وقراءة نص المشروع بصورة تفصيلية تخص الرؤية الأخراجية والأداء التمثيلي وفضاء المسرح وتأليف النص وفق المشروع وهنا اريد التوقف عند أسبقية كتابة ثلاث نصوص كتبها الكاتب المسرحي صباح الأنباري والنصوص هي (أسئلة الجلاد والضحية ) و(القاتل والقتيلة) و(القاص والقنّاص) وفق ماهية المشروع  ويمكن الإعتماد عليها لعروض منودرامية تعاقبية ويبقى أخر فقرة في برنامج الورشة إختيار كادر العرض والبدء بالبروفات وإشعال قناديل العرض الجديدة وهذا حلم احاول تحقيقه كمنجز مسرحي يقدم على المسارح وفي التظاهرات الثقافية والمهرجانات المسرحية …
هناك مقولة لا تهدأ في روحي وتتماوج مع نبض القلب، المقولة هي: لا بد أن أن نحلم، وأنا أمارس الحلم كهواء أتنفسه وأحاول وهذا هو الأهم، وفي هذه الأيام حلمي أن أنفذ مشروعي «المنودراما التعاقبية» عبر ورشة فنية أنجر خلالها عرضاً مسرحيا وطبعا المشروع سيكون أرضية حرّة لكتابة النصوص وانجاز العروض المسرحية والحقيقة هذا المشروع بدأ كفكرة وتتطورت كمشروع في أعوام 2010 – 2011 – 2012 وفي حينه تحدثت عنه- ولدي رسائل في البريد الخاص لا أتمنى أن اضطر نشرها- لبعض الأصدقاء ومنهم من صارت بيني وبينه ثقة لأنه قدم نفسه كــ (مسرحي) مظلوم، محارب من قبل مؤسسات رسمية وغير رسمية ووووولكن طعن هذه الثقة بخنجر جهله ودونيته وسرق المشروع بعد أن وضع بعض (التعديلات) الهامشية والبائسة عليه كتغطية على سرقته وإدعى أنه مشروعه هو وهنا أقصد شخص يدعى ميثم السعدي  ومما يؤسف أن (إستاذ جامعياً) تبنى هذا التناص المسروق غير المشروع  بعماء أو تعمد وصار يدافع عنه كأي متورط يكتشف السرقة متأخراً لكنه لا يستطيع التراجع عنه لحسابات ما وهنا أقصد الدكتور المصري سيد علي، لكن الأهم أنا سائر في تن.   تحق فيذ هذا المشروع على خشبة المسرح رغم إدعاءات البعض بانه صاحب أو كتاب منشور أو تطبيق في هذا السياق يقه
حينما قرأت ما يسمى بنص (المنودراما الشعرية المزدوجة) قبل طبعه كنت أعرف بأن كاتبه قد عمل تناصاً بمعرفة منه أو بغير معرفة مع مشروعي المنودرامي الذي سميّ لاحقا ًبالمنوراما التعاقبية.
وبعد أن طبع الكاتب المصري عادل البطوسي نصه صرت لا أنشغل به وبتنظيراته والمجاملين له والتي أكدت -أي تنظيرات البطوسي- أن مشروعي أو بعض منه سرق مرة اخرى ولكن أن يخرج علينا البطوسي ليبشرنا بأنه سوف يعلن (مشروعاً حداثيا، المنودراما الثلاثية) يكمل نصه المزدوج الشعري الذي جاء كــ (فكرة غيرمسبوقة) فهذا أمر لا بد من الوقوف عنده والقول أن مشروعي الذي بدأت بالتفكير به والتخطيط له عام 2011 ونشرته بداية عام 2014  وقد تعرض لسرقة فكرته من قبل (مسرحي) عراقي يدعى ميثم السعدي .
إعتمد المشروع على خطوات ثلاث تؤكد تعاقبية ممثلين أو أكثر في سرد أو أداء العرض والخطوة الثانية من المشروع واضحة في هذا السياق والذي كان نصيبه من (اللطش) من قبل الكاتب المصري عادل  البطوسي.
وما سجله عادل البطوسي في صفحته الفيس بوك بتاريخ 1|3|2015  بأنه في صدد كتابة (منودراما ثلاثية) إستنساخ فهلوي ومسبوق للخطوة الثانية من مشروعي لذلك أخاطب جميع المسرحيين والكتّاب والفنيين والمهتمين بالمسرح إلى قراءة مشروعي وخطواته الثلاث وتبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود وإظهار الحقيقة كي تكون هي الساطعة وهي الجوهرية وبعيدة عن أراء البعض المجاملة أو غير الدقيقة في حكمها إذ جاءت وفق مصالح شخصية أو بسبب عدم الأطلاع على مشروعي أوعدم قراءته بعين مبدعة ومعرفية.