كريستين عيتاني
دعوني أبكي على فقدان رجال،
قضوا نحبهم وهم يصلون برجاء
دعوني أصرخ بأعلى صوتي من
أجل أطفال، قتلوا بلا ذنب ابرياء
أنوح على نساء تناثرن في كل
مكان، دون تعريف ولا أسماء
دماؤهم زرعت في أرض الوطن،
وأرواحهم تهافتت باسمة نحو السماء.
ماذا حصل في بلادي؟ من هو
الذي يريد بعنف سفك الدماء
كيف إستطاع انسان كباقي البشر
أن يقتل، ويمشي بفخر في العزاء.
يريدون تفريق شعب مسالم خلق
ومازال يحيا، في سعادة وصفاء
يريدون زرع الفتنة في نفوس
لم تعرف الحقد، شامخة بكبرياء.
دعوني أصرخ بوجه كل ظالم،
أرادنا أن نحيا في وطننا وبيوتنا أعداء
دعوني أقف أمام كل حاكم يريد
خراب بلاده، دون أي إدعاء.
قفوا يا أطفال بلادي وانثروا الحب
فالمستقبل لكم مليء بالرجاء
إحلموا وحققوا أحلامكم، ولا
تخافوا فأنتم براعم تفتحت للبناء
بناء وطن لا يهاب أحداً، قوياً جباراً،
يسود فيه الأمن والسلام والولاء.
لأن كل قطرة دم زرعت في أرض
الوطن نبت مكانها بكل اعتناء
وردة جوريةً لتزين ارضنا وتعيد
إلى نفوسنا كل أمل ورجاء
كل صرخة من قلب ثكلى، تعطي
أبطالنا عزيمة مثقلةً بالدعاء
كل نظرة من عين يتيم، تغرز
كالخنجر المسموم في صدور الأعداء
كل كلمة يتفوه بها رجالنا، سوف
تبقى محفورة ولن تذهب هباء.
قتلوا جيشنا، شردوا أطفالنا،
تركوا مرضانا دون علاج أو دواء
هدموا بيوتنا، سرقوا مستقبلنا،
قاصدين إذلالنا دون اكتفاء
دمروا أثارنا، شاركونا في
كسائنا ومأكلنا وقطعوا حتى الكهرباء
لكننا بقينا صامدين بقوة
إيماننا، بجوامعنا وكنائسنا سواء
مسيحي، سني، درزي، شيعي،
مهما كانت ديانتنا نحن لله وللوطن فداء