هل ما زالت شرعة الامم المتحدة مجدية، هل هناك لزوم للغة الكلام والقواميس، وهل ما زال السلاح النووي هو لعبة الاقوى؟!
بالتأكيد لا، فشريط النار والموت من ضاحية بيروت الجنوبية الى باريس يؤكد مرّة جديدة ان مشاريع الاجساد المفخخة هي التي تؤرّق العالم، وهي التي تصل الى اهدافها الحقيقية وهي التي تخيف وتزرع الذعر وتحصد الارواح.
حان الوقت ليفهم كل المتخاصمين في العالم، ان عدوّهم هو واحد، عدوّهم هو عدوّ الانسانية، عدوّ المنطق، عدوّ الاديان وعدوّ الشرائع.
حان الوقت ليفهم الروس والاميركيون ليدرك السنّة والشيعة والكاثوليك والبروتستانت والعرب والامازيغ والاكراد, واللبنانيون على اختلاف طوائفهم واحزابهم.. حان الوقت ليفهم هؤلاء جميعاً، ان خلافاتهم اصبحت نقطة في بحر البعبع الآتي اليهم، البعبع الذي لا يفرّق بين دين وعرق ولون، لقد حان الوقت ليضع هؤلاء جميعاً خلافاتهم لمواجهة البعبع الجديد، لأنهم في النهاية هم الخاسرون جميعاً، وما حصل بين الضاحية الجنوبية وباريس ما هو إلاّ هزّة كتف قوية أن انتبهوا قبل ان يصبح حصادكم هشيماً.

أنطوان القزي